الأربعاء، 29 يونيو 2011

العين - مكان للالتقاء وتكوين الصداقات ..


عند الحديث عن العيون في البحرين " قديماً " ، لابد لنا أن نسلط الضوء أولاً على دور "العين" كمتغير إيجابي عمل على تنامي العلاقات الاجتماعية بين النسوة في ذلك الزمان، حيث أن تواجد النساء بشكل دائم هناك "في العين" أتاح لهن الفرص لأن يتواصلن فيما بينهن وأن تتجدد علاقاتهن الاجتماعية وصداقاتهن بشكل دائم.

ففي العين تتبادل النسوة فيما بينهن السوالف (الأحاديث) هذا بالاضافة إلى معرفة كل أخبار القرية، وقد يقوم البعض منهن بالسباحة في العين، بينما الأخريات يتجهن لقطف اللوز وجمع الخَلال وأكله إلى أن تهم النساء بالرجوع إلى بيوتهن ليعاد المشهد نفسه في اليوم التالي.

الهامش ..
(1) الخَلال : هي أحد المراحل التي تسبق تكوين الرطب ، أي عندما يكون لون ثمر الرطب " أخضر " ، فيطلق عليه محلياً خَلال. 

الجمعة، 14 يناير 2011

أيام زمان - الحمامات العامة..


يمر الساب بعدة أماكن اتخذها الناس آنذاك "كحمامات عامة" لقضاء حوائجهم "بمن فيهم النسوة"، وأول حمام يمر به الساب هو "الحمام الشرقي" والذي يقصده الأجانب من كل مكان حتى الشيوخ منهم، ثم حمام العمارة، وإسكات الحويجي - خلف "البيت العود" وهذا الحمام خاص بالنساء "يستخدم للسباحة وغسل الثياب والأواني الخ"، وأيضاً حمام بيت الشيخ، ثم إسكات لردم وإسكات الجمة الصغيرة وهما مخصصان للرجال، ثم إسكات الجندود الخاص بالنساء، وجمة الداره الخاص بالرجال أيضاً، ثم جمة العودة الخاص بالرجال والحمير "لتنظيفها”، إلى أن ينتهي الساب من خلال تفرعه إلى النخيل أو البساتين الموجودة بالقرية.

ويقول الحاج ملا حسين: بعض الحمامات خصصت للرجال لأنها تطل على الشارع العام، بينما الحمامات النسائية "بعيدة عن الشارع" وبالتالي فإنها غير مكشوفة للرجال (مسترة عن الرجال).

ويقول: كانت هناك "5 مراحيض عامة" مخصصة للرجال في جنوب القرية، هذه الحمامات (المراحيض) قام ببنائها الأهالي لأنها قريبة من الساب.

ثم تُداخِل الحاجة آمنة بالقول: أتذكر جيداً عندما كنتُ صغيرة أني سقطتُ ذات مرة في الساب الممتد داخل منزلنا، وجرفتني المياه إلى أن وصلت إلى رجل كان يسبح في الساب، فحملني وأخرجني وأنا في حالة صعبة جداً.

البحث عن مصدر آخر للمياه " العيون":
"يقول ملا حسين": عندما توقف ماء الساب، قام الأهالي بحفر الأرض لاستخراج الماء، وأول عين تم حفرها هي "عين الخرابة" وفيما بعد انتشرت الكثير من العيون في القرية، وبالتالي أخذ الأهالي يقصدونها "أي العيون" لقضاء حاجتهم من الماء.
وبخصوص ذلك تقول: الحاجة "أم عبد الرسول": كنتُ أقصد "التنور" وهي إحدى العيون الموجودة في قريتي، عدة مرات في اليوم لجلب الماء إلى منزلنا حيث كنتُ أضع "طشت" الثياب على رأسي ومن فوقه "ادْرام" مملوء بالماء، وأقوم في الوقت نفسه بتثبيت الحبل الذي أربط به "الخانية" على ظهري بالإضافة إلى حملي "لِشرابات" بحيث تكون كل صبعتين بها إشراب.
وتقول الحاجة "أم عبد الرسول": بعد سنوات قامت الحكومة بحفر الأرض لاستخراج العين، وكنا نقصدها لأخذ حاجتنا من الماء. في البداية كنا نقوم بسحب الماء بأنفسنا باستخدام الحبل، وفيما بعد تم تركيب عدد من الولفات (الحنفيات) وتم تركيب جهاز كهربائي حيث كان الحاج عبدالله بوحميد "الله يرحمه" هو من يقوم بتشغيله، وبالتالي أطلق عليه الأهالي آنذاك بـ "لِمْشغّل".

الهوامش :
  
(1)  طشت :وعاء كبير دائري الشكل مصنوع المعدن يستخدم لغسل الملابس .
(2)  ادْرام :وعاء مصنوع من المعدن غالباً .
(3)  الخانية : وعاء كبير مصنوع من الفخار به مقبضين يستخدم لملئ الماء.
(4)  لِشرابات : وعاء صغير مصنوع من الفخار به مقبض واحد يستخدم لملئ الماء . 
 مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي ( قيد النشر ) - أمينة الفردان ..