الأحد، 28 أبريل 2013

من ذاكرة القرية " عين الجذابية "




في البحرين ..
يحكى أنه قديماً في قريةٍ تسمى " كرزكان "، عين ارتوازية يطلق عليها الناس " عين الجذابية " ، تلك العين كانت مقصداً لنساء وفتيات القرية ، حيث كن يتكاثرن عليها منذ الفجر ..
أولاً : لحمل المياه على رؤوسهن لنقلها إلى منازلهن خصوصاً أنه لم تتوفر المياه في البيوت أنذاك " هذه المياه تستخدم لعدة أغراض كالإستحمام وإعداد الطعام .. الخ.



وثانياً : من أجل القيام بغسل المواعين " الأواني " وأيضاً تنظيف الثياب ، على هذا الجدول " المبين بالصورة السابقة" لقد كانت النسوة تجلسن على جانبي الجدول ليتبادلن أطراف الحديث " السوالف " ومعرفة أخبار القرية ".



وها هو " حوض الماء المتهالك " الذي كان يمتلئ بالماء العذب ، ليندفع منه إلى الجدول ومن ثم يسقي النخيل والأشجار ..
هذا المكان يسترجع شيئاً من الذاكرة ، ليحكي لنا اليوم كيف كانت النسوة " قديماً " يسبحن في حوض الجذابية الاسمنتي ، وتتعالى ضحكاتهن.

ولا ينسى أن يخبرنا أيضاً عن تلك الطقوس التي اعتاد أهالي القرية على إقامتها في مناسبات الزواج والتي تعرف بـ " التنوير " ، هذا الطقس يقام قبل يوم الزواج ، حيث يؤتى بالعريس ليستحم وينظف جسده باستخدام النورة استعداداً للزواج ، فيستحم معه بعض الأقارب والأصدقاء والمعارف احتفالاً بمشاركة الطقس.

وكذا الحال بالنسبة للعروس حيث تؤخذ إلى العين " للقيام بطقس التنوير "  فتستحم العروس وسط أهازيج النساء ، وأخيراً يتم تلبيسها ثياب الحناء " الخاصة " والتي غالباً ما تكون مشعة باللون الأخضر " واختيار هذا اللون تحديداً له دلالاته الخاصة ، لكونها يرمز إلى آل بيت رسول الله " ص ".
 بعدها يتم تلبيس العروس   المداس " نعال مغلق من الأمام ، فتقوم بكسر بيضة برجلها " إرضاءً للجن " وإتقاءً لشرهم..

أخيراً تأكل النساء والفتيات المشاركات في المناسبة عيش المحمر " وهو رز يطبخ مع الدبس "  إلى أن يغادر الجميع المكان بإتجاه بيت العروس استعداداً لطقس آخر " وضع الحناء في رجلي ويدي العروسين ". 

هذا ولا ينسى هذا المكان أن يخبرنا أخيراً .. عن تلك المشاجرات والمشادات التي كانت تحدث كثيراً بين تلك المرتادات من النساء " حينما كن يتسابقن ، من التي تسبق رفيقتها وتنجز مهمتها قبل الأخرى!