لهجاتنا من وجهة نظر الآخرين " البحرينيون الجدد " :

تعتبر اللهجة البحرينية من اللهجات المتشعبة – الصعبة – قياساً بالكثير من اللهجات الخليجية والعربية ، هذه الصعوبة تكمن في إمتزاج وتداخل هذه اللهجة مع الكثير من اللهجات كـ الانجلينزية ، الهندية ، الايرانية ، العراقية ... الخ . وبالتالي هناك صعوبات يعاني منها - البحرينيون الجدد - بخصوص تعلم تلك اللهجة " الشديدة التعقيد " .
حول هذا الموضوع قمت بإجراء لقاء خاص مع محمد أحمد الجارحي – موظف في جامعة البحرين – " الجارحي " مصري مقيم في البحرين منذ 25 عاماً و حاصل على الجنسية البحرينية .. وإليكم نص اللقاء :

صعوبة اللهجة البحرينية :
يقول الجارحي - في بداية مجيئي إلى البحرين " لم أتمكن من التأقلم مع اللهجة البحرينية " ، حيث عانيت معها كثيراً طوال 3 أعوام إلى أن فهمتها تقريباً. فالصعوبات من وجهة نظر الجارحي " تكمن" في المفردات الدخيلة على اللهجة البحرينية - والتي من الصعب فهمها- مثال ذلك: إش هست ( ماذا حدث ) فهي كلمة غير مفهومة على الإطلاق وأيضاً كلمة عرنجوش ( عصير طماطم ) ، إيه ( نعم ) ، مول أو موليه ( قطعاً ) ، عمبلوس ( إسعاف ) ، يوتيرن " كوّع" ( إرجع مرة أخرى ) ،الليت ( المصباح ) ، البمبر ( الصّدام الأمامي للسيارة ) ، الحداگ (صيد السمك ) ، الدريشه ( النافذة ) ، الطوفه ( الحائط ) ، دشيت عليهم بالعترّمي ( دخلت عليهم بقوة وشجاعة ) .
ويضيف - من خلال الأصدقاء تعلمت اللهجة البحرينية ، وما ساعدني على ذلك أني كنت شاباً في تلك الفترة – وبالتالي لم يكن لدي مشكلة نهائياّ مع الحفظ - حيث كنت أحفظ المصطلحات .
البحريني ملم باللهجات الأخرى :
يشير الجارحي إلى أن "البحريني" لديه ملكة حاضرة لأن يفهم كل اللهجات ، ويقول - لدي صديق بحريني يتكلم المصرية بطلاقة ومن الصعب على الآخرين إكتشافه أنه بحريني .
ويواصل - إن شعب البحرين له ميزة ( الإلمام بلهجات الغير ) وهذا مكسب كبير ، لأنه " أي الشعب " ذكي جداً ؛ فالشعوب الآخرى تؤقلم الغير للهجتها المحلية ، أما البحريني تراه يتكلم باللهجة الهندية والفارسية والإنجلينزية بدلاً من أن يتكلم بلهجته المحلية .
فالبحريني- كما يقول الجارحي - يتقبل كل اللهجات ، لذا يتكلم للمصري باللهجة المصرية أويحاول أن يدمج بين ( اللهجة البحرينية والمصرية ) في آن واحد .

اختلطت بالشعب البحريني وتعلمت لهجاته:
يقول الجارحي - أنه سكن في منطقة القضيبية 23 عاماً وفيما بعد في منطقة الرفاع – ما يقارب العام والنصف - لذا تعلم لهجتهم ، إلا أن زملاءه في العمل من" البحارنة " يتحدث معهم ويفهم لهجتهم أيضاً ، وبالتالي ليس لديه الآن أي مشكلة مع اللهجات البحرينية عموماً .
الفرق بين اللهجتين " البحارنة " و " السنة " :
يقول الجارحي – الفرق يكمن في استخدام حرف الشين ؛ مثال: أهل السنة يقولون ( إشلونچ ) مقابل البحارنة الذين يقولون ( إشلونش )، كذلك حرف الفاء الذي يستخدمه البحارنه - خاصة في القرى- مثال ذلك ( افنين ) ، حيث يكون الثقل على حرف الفاء مع إطالة الكلام مثل ( هادا ويه ) ، ( وش لحوال) .
بالإضافة إلى استخدام حرف الجيم ؛ ففي حين يقول البحارنه ( مسجد ) يقول السنة ( مسيد ) . كذلك استخدام حرف الهاء و الإطالة ؛ فبينما يقول السنة ( خالد) يقول البحارنه - خاصة في منطقة المعامير- ( خالده ) مد في آخر الكلمة .

اتقنت المفردات ولم اتقن اللحن البحريني :
يقول الجارحي - على الرغم من معرفتي وإتقاني للمفردات البحرينية إلا أنني لم أتمكن من إتقان الصوت " اللحن البحريني " الذي يميز البحريني عن غيره ، فمن خلال صوتي يمكن أن تتعرفي على أصلي ( المصري ) .

أمثال بحرينية حفظتها :
يقول الجارحي – من الأمثال البحرينية التي حفظتها ، كل ساگط وله لاگط : بمعنى عندما تشتري شيء مثل الموز وتقول للبائع - هل هناك أحد يشتري هذا ؟ - لأنه غير جيد ؛ فيرد عليك بهذا المثل .
اللي ايعزي ولا ما يعزي يآكل عيش لحسين : بمعنى إن الذي يعمل ويجتهد والذي لا يعمل ولا يجتهد ، في النهاية سوف يحصل على نفس المكافأة ونفس الإمتياز .


اتقان بناتي للهجة البحرينية :
يقول الجارحي - ابنتي الكبيرة دعاء ( عمرها 22 عاماً ) درست بمدارس أجنبية وبالتالي هي تتحدث الإنجلينزية أكثر من اللهجات الآخرى "حتى مع صديقتها البحرانية " ، فكلاهما تتحدثان الإنجلينزية ونادراً العربية والبحرينية ، لذا فنسبة إتقانها للهجة البحرينية يمكن أن أحددها بـ 80% - دعاء - لا تتقن اللحن " الصوت البحريني " لذا يمكن التعرف على أصلها المصري ، أما أبنتي الآخرى آيه ( عمرها 17 عاماً ) ، فإن إتقانها للهجة البحرينية 100 % فهي تتحدث مع صديقاتها باللهجة البحرينية ، وعند مشاهدتك لها لا يمكنك التعرف عليها سواء من خلال اللهجة أو الشكل ، لأن ملامحها عربية ولباسها بحريني " العباءة " وبالتالي من الصعوبة التعرف على أصلها الغير بحريني ( المصري ) . أما ولاء وهي الأصغر سنا ً( عمرها 5 أعوام ) فإن إتقانها للهجة البحرينية أيضاً 100 % .

الشعور بالإغتراب :
يقول الجارحي - أنه يشعر بالإغتراب في الأعياد خاصة – حيث يكون الناس بين ذويهم – فالعوائل البحرينية تجتمع مع بعضها البعض لإحياء تلك المناسبات " المعايدة " ، وبالتالي أشعر بالوحدة خصوصاً أني لا يوجد لدي عائلة أقوم بزيارتها في تلك المناسبات ؛ فعائلتي الكبيرة في مصر ( البلد الأم ) ، عوضاً عن ذلك أقوم بزيارة الأصدقاء البحرينين لتهنئتهم بهذه المناسبة السعيدة .

ختاماً – قدمت الشكر الجزيل إلى شريكي في أرضي حديثاً " الجارحي " ، وأوصيته أن يسلم على شركائي في أرضي ، لهجتي ، ثقافي " البنات "