الأمثال البحرانية .. تاريخ مختزل ولغة أصيلة ودخيلة وطابع ديني بارز

لدى كل شعوب العالم تأريخ و تراث تعمل على تدوينه بشكل أو بآخر لأنه جزء من بقائها وتاريخها المديد ، والشعب البحريني عامة والبحراني خاصة لديه الكثير من ذلك التراث والذي يحتاج إلى توثيق ، ومنه الأمثال الشعبية التي تعد تجسيداً ومحاكاةً لحياة الناس على مر الأزمنة والعصور.تلك الأمثال تُستدعى عادة لتضاهي تجربة مشابهة تعزيزاً لموقف ما ، وتُتوارث هذه الأمثال جيلاً بعد جيل .
و " المثل " عند الفارابي - ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم ، وفاهوا به في السراء والضراء ، واستدروا به الممتع من الدر ، ووصلوا به إلى المطالب القصية ، وتفرجوا به عن الكرب والكربة ، وهو من أبلغ الحكمة ، لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة ، أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة . تلك الميزات والمضامين التي تحملها الأمثال الشعبية لدى الناس ومنهم" البحارنة " هي من جعلت تلك الأمثال " متداولة " إلى يومنا هذا وحضورها يتجلى أكثر بين كبار السن ، فلا يأتي موقف أو حادثة ، إلا وتبرز تلك الأمثال بين الفينة والأخرى على ألسن هؤلاء لتذكرنا بما لديهم من موروث ضخم يحكي بعضاً من تاريخهم المجيد وحياتهم التي قد نجهلها لكننا بالفعل نعيش ونتعايش معها من خلال تلك الكلمات وتلك القبسات التراثية المذهلة .
وإليكم بعضاً من الأمثال الشعبية البحرانية:
عساك السعادة وزيارة علي وأولاده
زهرة زري يا غناتي يعطيش رجال غني يا غناتي
يا مدگوگي ترى عيني يابلة
يا الخايبه چبوا چبوا صوبي
الماي ولا أگدر أشربه
عندي حگاير شحنة فّلمه وحده عميه ووحده مجدمه
ايطلع روحه مثل الشعره من العجينه
الكرم من الله والرزاله من عباده
كلام ممسوح ابدهنه
كلام الليل يمحوه النهار
أبو اطبيع ما يجوز من طبعه
جوع وضرب اجموع
الجنون افنون وگلة العگل مصيبه
جزاة الخير وسواد الوجه
اللي ما اتسوقه مرضعه سوگ العصا ما تنفعه
الكل يبوگ ويگول من مسلموه
اتعلم التحسونه من رووس الگرعان
أم زر تعيب على أم ودكه يالسوده يالمحترگه
من مدح نفسه يمبي ليه رفسه
تهاوشوا السنانير على نتفة هوامير
الطول طول النخله والعگل عگل الصخله
حلات الثوب رگعته منه وفيه
روح بعيد وتعال سالم
كلمن يشيله حظه
صلاتك اشتر ابها رويد وبگل
چيبوا الهامور بشوفه من السفط ما بان سلاه
من طول الغيبات جاب الغنايم
ويش عرف لحمار ابأكل لكنار
عندك يا حمار تنفچ الراز
لا تكثر الدوس عن خلك يملونك لا انت ولدهم ولا انت طفل يربونك
ولد بطني يفهم رطني
ما تحرگ النار إلا ارجول واطيها
يا غريب صير أديب
إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه
السبال في عيون امه غزال
راح بيكحلها عماها
من دخل بلا عزيمه طلع بلا حشيمه
الحگران ايقطع المصران
إذا طاح الجمل كثرت سچاچينه
ومن خلال عرضنا لبعض تلك الأمثال  - يمكن أن نستنتج التالي :
أولاً - بخصوص اللغة المحكية في هذه الأمثال - أرى أن "اللهجة العامية" لعموم البحارنة هي السائدة فيها بالإضافة إلى بعض الكلمات العربية " القليلة نسبياً " . ومن جهة أخرى فإن هذه اللهجة العفوية " لدى البحارنة " لا تخلو أيضاً من التمازج والتداخل مع بعض اللهجات الدخيلة حتى وإن لم تكن واضحة بشكل كبير في هذه العينة من الأمثال. أما عن هوية البحارنة " الدينية " فقد برزت بشكل واضح في بعض الأمثال المتداولة لديهم.
ثانياً – نجد أن هذه الأمثال في حقيقتها تلامس واقع الحياة اليومية لهؤلاء الناس " أي البحارنة " وبيئتهم الريفية ببساطتها المعهودة " وأنها نتاج تجربة إنسانية " عاشها أجدادنا في الأزمنة القديمة إلى أن وصلت إلى الأجيال اللاحقة .
لكن هل حافظت هذه الأمثال على كينونتها ومفعولها القوي كما كانت سابقاً " أيام الأجداد والأباء " ؟
– بالتأكيد لا ؛ والدليل على ذلك أن الأجيال " الأخيرة " وتحديداً الجيل الجديد لا يعلم عن تلك الأمثال شيئاً أو أن البعض منهم يعرفونها لكنهم لا يعيرونها أي أهمية ؛ خصوصاً مع تراجع إهتمام الناس والمجتمع " وإغفال أو تغافل المسئولون بتوثيق تاريخ البحرين لمثل هذا الكنز ، لذا ليس هناك أي مبادرات تذكر لتوثيق مثل هذه الأمثال ما عدا بعض المبادرات الفردية " لتجميع تلك الأمثال .
ختاماً أقول .. إننا أمام تراث لراحلون – أجدادنا - كتبوا تلك الأمثال من تاريخهم المجيد على مدى سنين طوال من عمر هذه الأرض الحبيبة ، فهل سنرى من يوثق لذلك التاريخ لينشط ذاكرتنا من جديد؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات لا تمثل بالضرورة رأي صاحبة المدونة .