الخميس، 25 نوفمبر 2010

البحرين قديماً - تنقل النسوة بين هذه العين وتلك..


أيام زمان ونتيجة لغياب الماء عن البيوت، امتازت حياة النسوة في المجتمع القروي "بالتنقل بين هذه العين وتلك" لقضاء حاجاتهن من الماء وحمل بعض منه إلى بيوتهن أو استجلاب الماء من الولف الكبير، حيث تقول الإخبارية فوزية: قديماً كنا نتنقل بين العيون الموجودة بالقرية من أجل استكشاف العين التي تعمل ماكينتها "لغسل ملابسنا"، وخصوصاً أن هذه العين قد يشغّلها أصحابها في الصباح، وتلك التي قد يشغّلها أصحابها في وقت الظهر أوالعصر، أما الإخبارية "أم حميد" فتقول: "كنا نذهب إلى الولف لجلب الماء للبيت وهناك تحدث الكثير من المشاجرات والمشادات الكلامية بين النسوة، ولهذا السبب أصبح زوجي هو من يأتي بالماء خوفاً عليّ من تلك المشاكل". وتشاطرها الرأي "أم خليل" بالقول: "كنا نذهب للولف وهناك تحدث الكثير من المشاكل والمشاجرات، وأنا شخصياً ما زالت إحدى النساء في القرية عندما تراني في أي مكان فإنها تخرج بسرعة دون أن تكلمني بسبب حدوث مشاجرة بيني وبينها منذ أكثر من 40 سنة تقريباً، أيام الولف القديم".
إذاً حياة النساء في تلك الأزمنة "كانت مليئة بالشقاء والتعب في نقل الماء من الولف أو العيون إلى المنازل أو حمل الثياب والمواعين لتغسيلها في ذلك المكان وهناك من النساء من يقمن بحمل حتى السجاد" المديد (1) والسفر (2) والحصر (3) أو المراقد (4) لغسلها أيضاً.


ويمكن لنا أن نتخيل منظر هؤلاءالنسوة في مشهد تمثيلي شبيه بما نراه في التلفزة لنساء الصعيد وهن يحملن المواعين (الأواني المملوءة بالماء) على رؤوسهن، وآنية في اليد اليمنى وأخرى في اليد اليسرى، وقد تتكرر تلك العملية عدة مرات "بين العين والمنزل" إلى أن تكتفي هذه العائلة بالكامل بما تحتاجه من الماء، وقد تقوم بعض النسوة بحمل الماء أيضاً إلى بعض قريباتهن، كـ "الإخبارية فريدة" حيث تقول: "كنت أخرج من المنزل من الفجر (قبل أذان الصبح)، لكي أجلب الماء إلى بيت أختي عدة مرات يومياً".

هذا المشهد لم ينتهِ بعد، بل تقوم النساء بعد ذلك بتجميع الثياب في إناء كبير يقال له " اللجّانه (5) أو الطشت(6)" وفيما بعد حمل الحصر والمديد قاصدات بذلك إحدى العيون الموجودة بالقرية من أجل غسلها.
الفهرس :
(1) المديد: سجاد مصنوع من النايلون .
(2) السفر: " مفردها سفرة " وهي ذات شكل دائري مصنوع من الخوص تجلس حوله العائلة لتناول وجبة  الغذاء .
(3) الحصر: سجاد مصنوع من السعف .
(4) المراقد: بطانية تستخدم للنوم ، والفعل رقد يعني نام .
 (5) اللجّانه : وعاء دائري كبير مصنوع من البلاستيك ، يستخدم لغسل الملابس .
(6)طشت :وعاء كبير دائري الشكل مصنوع المعدن يستخدم لغسل الملابس .

مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي " قيد النشر "  - أمينة الفردان ..

هناك 6 تعليقات:

  1. شكرا ً اختي امينة على المعلومات الجميلة

    الحمد لله .. حاليا ً سبل الراحة متوفرة .. الماء يجيك لبيتك بس ان شاء الله الناس تقدر هالنعمة وما تسرف في استخدام الماء

    البحرين بلد العيون والينابيع راحت ودوام الحال من المحال لهذا وجب الحفاظ على ثروتنا المائية

    ردحذف
  2. بارك الله فيك أختي ع هذا المجهود أتمنى لك التوفيق دائما

    حسين الشهابي

    ردحذف
  3. يعني حت قبل يصير مشاكل للنساء مع بعضهما البعض
    عموما
    مؤلم الوضع ايام زمان هكذا حال طلب الماء وهو عصب الحياه ومن دونه تتوقف
    احس انه كان فيه شيء بسيط من الصراع من اجل البقاء
    وكانت امهاتنا تتحمل كل هذا العناء ولم تكل ولم تمل
    اما الان ونسوت اليوم الولف عندها بالبيت وتشوفين لمواعين على بعضها بعض وما في امل تغسل حصر او زوليه
    عجبي منك يا زمن
    تسلم اناملك على هذا الطرح الشيق

    ردحذف
  4. فعلاً حياة جميلة وقاسية بعض الشيء نتيجة المشاغل التي كانت تحيط بالمراة البحرانية الى جانب المسئوليات الاخرى ومع هذا لم تستغني عن مسئولياتها حتى وأن كان لا يوجد ماء في هذا العين بل تحاول الحصول على الماء سوى بالذهاب الى أكثر من عين وهنا أيضا يظهر العزم والتحمل والارادة التي تمتلكها المراة البحرينية القديمة ..

    ردحذف
  5. أما أنا اى تلك الحياة جميلة جداً ببساطة تلك المعيشة ودور المرأة المهم الذي لا يقل شأن عن دور الرجل بل وقد يكون أهم
    كم هي رائعة تلك البساطة وتلك الحياة

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    توثيق جميل .. أتشرف بنقل وتوثيق بعض ما فيه مع ذكر المصدر شكرًا لك

    ردحذف

التعليقات لا تمثل بالضرورة رأي صاحبة المدونة .