الأحد، 24 أكتوبر 2010

من طقوس الزواج قديماً ..

 كان الأجداد والآباء يمارسون طقوساً متعددة، منها ما يعرف بـ " التنوير"(1).
في يوم التنوير - والذي يكون عادةً قبل يومين من الزواج تقريباً - صباحاً يخرج العريس من المنزل قاصداً "العين"، ومعه جمع من الناس (من الأهل والأقارب والجيران) حاملين معهم "صينية عَيش لمْحَمَّر" (2) حيث يقوم هؤلاء بإطلاق أهازيج الفرح، فيبادر العريس بالنزول في العين للسباحة ومن ثم تنظيف جسده جيداً استعداداً للزواج ويسبح معه من يشاء من هؤلاء الناس، وبعد الانتهاء من ذلك، يجتمع الجميع لأكل "عيش لمحمر، إلى أن ينتهي التنوير فيرجع الجميع قاصدين مرة أخرى بيت العريس وسط أهازيج الرجال وأيضاً النسوة.
ولم تختلف "طقوس تنوير العروس" بل تخرج النساء أيضاً مع العروس حاملات معهن أيضاً "عيش لمحمر" قاصدات بذلك عين أخرى لتسبح العروس جيداً، وسط أهازيج النسوة وفي الختام يأكلن "المُحَمَّرْ"، إلى أن تخرج من العين وسط تلك الأهازيج والأغاني التي تعلو المكان إلى أن يصلن إلى بيت العروس.

في اليوم ذاته وتحديداً "ليلاً" يكون هناك طقس آخر يتعلق بـ "حناء العروسين"، حيث تقوم النساء بتسريح شعر العروس وقراءة المولد (3) عليها فتعلو أهازيج النسوة عموم المكان وفي تلك الأثناء تقوم الحناية بوضع الحناء في يدي ورجلي العروس، وفي الوقت ذاته يقوم الرجال أيضاً بوضع الحناء في يدي ورجلي العريس وسط أهازيج الحاضرين وقراءة المولد والصلوات (4) التي تعلو المكان.
وفي اليوم التالي "عصراً" يتم تحسين المعرس (حلق شعره)، وسط أهازيج النسوة والرجال أيضاً وفي اليوم ذاته "ليلاً" تتم قراءة المولد ومن ثم زفاف المعرس إلى بيت عروسه، حيث يخرج المعرس مع جمع غفير من الرجال ومن ورائهم النساء أيضاً، وسط تصفيق وأهازيج وفرحة الجميع، ليصل موكب "الزفة" بيت العروس.


وفي تلك الأثناء تكون "العروس قد جهزتها النسوة بشكل جيد لتلك الليلة، حيث الفستان الأخضر والسروال الزري و ردى "لصويبعي" (5) والشعر المسرح "بعجفة" على الجانبين مزينة بالمشموم.

فتجلس العروس في الفرشة (6) وبعد دخول المعرس يؤتى بـ "صحن كبيرة " به ماء الورد والمشموم ،حيث يوضع رجل "العروس" في الصحن ومن فوقها رجل "المعرس"، فيبادر المعرس برمي "مبلغ من المال" في الصحن "هدية للعروس". 

وفي صباح اليوم التالي "الصباحية" يخرج العروسان ومن ورائهما الداية التي تحمل صينية "العصيد"(8) إلى بيت أهل العريس، ليسلم المعرس على أهله ثم زيارة الكثير من بيوت "الأقارب" حيث تحصل العروس " على النِحلة (9)،إلى أن يرجع العروسان إلى " الفرشة " مرة أخرى .
 أما بخصوص "الداية" فهناك من النساء من يحدد 7 دايات أو أقل من ذلك.وهذه الدايات ومن خلال تقسيم العمل عليهن، تكون واحدة منهن مخصصة لتجهيز العروس وخدمة العروسين وأخريات مهمتهن المرور على البيوت لدعوة النساء للزواج، بينما هناك من يقوم بضيافة النساء بشكل جيد. بعد انقضاء سبعة أيام يتجه العروسان إلى بيتهم " بيت والد المعرس " .وهناك يمارس طقس آخر "حيث تكسر بيضة أمام الباب فتمشي عليها العروس "تعويذة لها" وعند دخولها "أي العروس" البيت بصحبة " الدايات " تأخذها أم زوجها إلى خيشة العيش " كيس الأرز" فيتم إدخال يد العروس في الخيشة "حتى تعرف العروس بأنها أصبحت منذ ذلك الوقت " ربة منزل " وعليها أن تجيد الطبخ.

الفهرس :
(1) التنوير :عادة بحرينية قديمة تعني سبوحة العروسين وتنظيف جسدهم " في العين " استعداداً للزواج .
(2) العيش المحمر :طبخة بحرينية " عبارة عن أرز مع دبس " . 
(2) المولد :قراءة ولادة "الرسول الكريم " تبركاً للعروسين " . 
(4) الصلوات :يعني الصلاة على النبي " محمد وآل محمد " .
(5) ردى الصويبعي :من الملابس التقليدية في البحرين عبارة عن رداء نصف دائري بألوان كثيرة زاهية " ترتديه العروس " .
(6) الفرشه :الغرفة التي تجهز مسبقاً  " في بيت والد العروس"، يقيم فيها العروسين 7 أيام.
(7) الدايات :مفردها " داية " اي المرأة التي تقوم بخدمة العروسين طيلة " سبعة أيام " .
(8) العصيدة : من الأكلات البحرينية التي تحوي  الطحين والسكر بالاضافة الى الزبدة .
(9) النِحلة : مبلغ من المال يعطى كـ " هدية للعروس " عند زيارتها إلى كل بيت من العائلة " الأهل ".

- مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي " قيد النشر " - أمينة الفردان ..

هناك 9 تعليقات:

  1. التراث جميل .. لكن من الصعب احياناً ان ينتقل الى الحاضر ..

    ردحذف
  2. حلوة الطقوس بسيطه ورمزية مقارنة باحين غير هذا ان الطقوق تكون اكثر من يوم اما احين فقط يوم واحد ومكلف

    يعطيش العافية اختي

    ردحذف
  3. اشكرش اختي الفاضلة امينة
    مقال راااااائع
    قليل في ايامنا الحاظرة نشوف اللي يحاول ان يحيي بعض من هذة العادات الجميلة

    تسلم اناملك الذهبية

    ردحذف
  4. عبق الماضي تطش حينما نتذكر تلك التفاصيل في أي عمل أجد نكهته التي اتمني لو أنني أرجع لممارسة تلك الحياة الحلوة .. ولعل ما لفت انتباهي أن تلك العادة انقرضت في الأعراس و هي احتفالية التنوير بين العرسان في أيامنا هذه ولكن في 21 أكتوبر 2010م حينما كنت مدعوا في القطيف بالمملكة العربية السعودية بمناسبة زواج احد الشباب وصلت الاسنراحة عند بعد المغرب و وجدت هذه العادة باقية خالدة التنوير المعرس و العائلة الأصدقاء في البركة يستحمون و أحد الرجال الكبار يقوم ( بالتفريك ) تنيف الظهر بالماء و الصابون وسط التهليل و الكتبير و الاهازيج و بعد ذلك يخرج المعرس يساعدونه في ارتداء ملابسه كالطفل المدلل و يلبسون ثيابهم الجديدة التي احضروها و يخرجون بسياراتهم وراء المعرس يطوفون شوارغ القطيف و أربوق سياراتهم تلعن قدوم المعرس حتي يصلون إلى الاستوديو و يلتقط المعرس صورة تذكارية بمفرده ثم تدخل عائلته من الذكور و لتقط صورا معه و انا وصديقي كنا معهم في الصورة ، ثم بعد ذلك يذهبون به إلى المأتم لاستقبال الضيوف ثم تخرج الزفة إلى بيت العروس . ما أجمل عبق الذكريات .

    ردحذف
  5. يا لروعة الماضي وجمال طقوسه ..


    موفقين ونسألكم الدعاء

    ردحذف
  6. فعلا عادات قديمة رائعة ، قبل فترة حضرت زواج بالمملكة العربية السعودية وعندهم الى الان اخذ العريس الى بركة للسباحة وبعد الانتهاء عمل زفة له ، شكرا لك ايها الكاتبة المتميزة.

    ردحذف
  7. بالتوفيق اختي والى الأمام ...

    اختك سناء بدر

    ردحذف
  8. مساء الخير ..

    يـاه , يالجمال تلك العادات , والتي لا زال بعضها يقام إلى الآن حقاً ..

    حتى هنا عندنا في الشرقية ..

    =)

    فنحن في النهاية أهل وجيران , فعاداتنا لا تختلف كثيراً ..


    سعدت لزيارتي لمدونتكِ ..

    أرق تحية لكِ ..

    ردحذف
  9. شكراً لتواصلكم جميعاً اعزائي ، سعدت بكم وبتعليقاتكم الجميلة الرائعة .. لكم تحياتي / امينة الفردان

    ردحذف

التعليقات لا تمثل بالضرورة رأي صاحبة المدونة .