الأحد، 28 أبريل 2013

من ذاكرة القرية " عين الجذابية "




في البحرين ..
يحكى أنه قديماً في قريةٍ تسمى " كرزكان "، عين ارتوازية يطلق عليها الناس " عين الجذابية " ، تلك العين كانت مقصداً لنساء وفتيات القرية ، حيث كن يتكاثرن عليها منذ الفجر ..
أولاً : لحمل المياه على رؤوسهن لنقلها إلى منازلهن خصوصاً أنه لم تتوفر المياه في البيوت أنذاك " هذه المياه تستخدم لعدة أغراض كالإستحمام وإعداد الطعام .. الخ.



وثانياً : من أجل القيام بغسل المواعين " الأواني " وأيضاً تنظيف الثياب ، على هذا الجدول " المبين بالصورة السابقة" لقد كانت النسوة تجلسن على جانبي الجدول ليتبادلن أطراف الحديث " السوالف " ومعرفة أخبار القرية ".



وها هو " حوض الماء المتهالك " الذي كان يمتلئ بالماء العذب ، ليندفع منه إلى الجدول ومن ثم يسقي النخيل والأشجار ..
هذا المكان يسترجع شيئاً من الذاكرة ، ليحكي لنا اليوم كيف كانت النسوة " قديماً " يسبحن في حوض الجذابية الاسمنتي ، وتتعالى ضحكاتهن.

ولا ينسى أن يخبرنا أيضاً عن تلك الطقوس التي اعتاد أهالي القرية على إقامتها في مناسبات الزواج والتي تعرف بـ " التنوير " ، هذا الطقس يقام قبل يوم الزواج ، حيث يؤتى بالعريس ليستحم وينظف جسده باستخدام النورة استعداداً للزواج ، فيستحم معه بعض الأقارب والأصدقاء والمعارف احتفالاً بمشاركة الطقس.

وكذا الحال بالنسبة للعروس حيث تؤخذ إلى العين " للقيام بطقس التنوير "  فتستحم العروس وسط أهازيج النساء ، وأخيراً يتم تلبيسها ثياب الحناء " الخاصة " والتي غالباً ما تكون مشعة باللون الأخضر " واختيار هذا اللون تحديداً له دلالاته الخاصة ، لكونها يرمز إلى آل بيت رسول الله " ص ".
 بعدها يتم تلبيس العروس   المداس " نعال مغلق من الأمام ، فتقوم بكسر بيضة برجلها " إرضاءً للجن " وإتقاءً لشرهم..

أخيراً تأكل النساء والفتيات المشاركات في المناسبة عيش المحمر " وهو رز يطبخ مع الدبس "  إلى أن يغادر الجميع المكان بإتجاه بيت العروس استعداداً لطقس آخر " وضع الحناء في رجلي ويدي العروسين ". 

هذا ولا ينسى هذا المكان أن يخبرنا أخيراً .. عن تلك المشاجرات والمشادات التي كانت تحدث كثيراً بين تلك المرتادات من النساء " حينما كن يتسابقن ، من التي تسبق رفيقتها وتنجز مهمتها قبل الأخرى!

الثلاثاء، 3 يناير 2012

فنون بحرينية تستنطق سعف النخيل ..


اشتهرت البحرين قديماً بـ " أم المليون نخلة " نسبة لكثرة عدد أشجار النخيل الموجودة فيها، وبالتالي فإن أهالي البحرين في تلك الأزمنة  ارتبطت حياتهم بالنخلة فكانوا يستغلون المواد المستخلصة منها في الكثير من الصناعات اليدوية.
وبتسليط الضوء على الحرفة المعهودة لدى جداتنا في ذلك الزمان .. فإنها ترتكز بالأساس على سعف النخيل كمادة خام أولية لعمل السلال والزبلان " زبيل "   والقفة والكلة والحصر والسفر  .. الخ، وبألوان مختلفة ، زاهية كالأخضر والأحمر في الأغلب.
في هذا العصر المتسارع .. أخذت تلك الصناعات اليدوية " المحترفة في الأفول نتيجة طغيان " المكننة " و تغير نمط معيشة الناس ومسارها الثقافي ، حيث دخلت الكثير من المنتوجات الاستهلاكية الحديثة لأسواقنا ، مما انعكس على قلة الطلب على هكذا صناعات ، وبذلك قل الاهتمام بها بالرغم من أنها تتداخل مع تراث البلد الحضاري والثقافي .
ومع ذلك يبقى الوعي لدى البعض المتمثل في مراكزنا التراثية التي ما زالت إلى الآن تسعى للحفاظ على هذه الصناعات ولو ببذل المجهودات المتواضعة.
 ويسعدنا حقيقة أن نرى تلك الصناعات " القديمة " بارزة وبوضوح عند زيارتنا لمثل تلك المراكز المهتمة كـ " متحف البحرين الوطني ، مركز تنمية الصناعات الحرفية بالمنامة ، مركز الجسرة "  لتعرفنا على شيئاً من عبق الماضي البعيد وتاريخ البحرين الأصيل.
في المقابل هناك صورة حديثة تشعرني كمواطنة بحرينية بالفخر عندما استحضر هذه اللحظات بالذات..
فعند زيارتي الأخيرة لورشة صناعة الورق اليدوي من سعف النخيل التي تقوم برعايتها جمعية رعاية الأمومة والطفولة ، لاحظت أن هذا " المصنع الصغير " ينمي حب الابداع والعمل  اليدوي المحترف لدى الشابات البحرينيات.
في هذه الورشة يتم الاستفادة من سعف النخيل الذي كانت جداتنا تعتمد عليه قديماً في صناعة السفر والحصر والسلال والقفة، ليعاد بلورة حرفية جديدة تعتمد على تجميع و تقطيع و طبخ و عجن السعف  لصناعة ورق يدوي يدخل في تنفيذ العديد من الأفكار الانتاجية الجديدة.

هناك التقيت بعدد من الشابات اللائي يعملن بجد وحرفية واتقان ، اخبرتني فاطمة محمد وهي إحدى العاملات في الورشة والتي انضمت للعمل منذ ما يقارب السنة لتحدثنا عن متعتها كبحرينية  تقوم بإعادة انتاج الورق من سعف النخيل ، وتواصل الحديث .. يمكن أن اخبرك بإيجاز عن الخطوات التي نقوم بها لكي نحول هذا السعف لورق جميل وبألوان براقة.
 أولاً نقوم بقطع ورق النخيل ثم نقوم بطبخه لمدة ثماني ساعات ، بعدها يطحن لتضاف له خلطة خاصة، وفيما بعد ..  يفرغ الخليط  في وعاء ، ويفرد على شكل ورق. ويترك لمدة يوم ليجف ، ثم يكوى ،ليتم تحويله لعدة منتجات  كـ بطاقات المعايدة أو تزيينه برسومات تمثل تاريخ و تراث المملكة، وأخيراً توضع تلك المنتوجات في صالة العرض الخاصة بالمركز ( مركز تنمية الصناعات الحرفية بالمنامة ) لأجل بيعها على الزوار " سواء من البحرينيين أو السواح العرب والأجانب .

وبالعودة مرة أخرى للشابات العاملات في الورشة تحدثنا حميدة " أم محمد " والتي انضمت للعمل ما يقارب الست سنوات ، بأنها أحبت العمل في هذا المشروع ، وهي على ذلك فخورة بعملها هنا.
حميدة تتسلم مسئولية " عمل الخلطة السرية الخاصة " التي تضاف إلى السعف بعد طبخه وطحنه.
وتقول .. يتم الاستفادة من خبرة الجدات، من خلال مزجهم للألوان المستخدمة في صناعة الزبيل والحصر قديماً، لنحصل بالتالي على ورق طبيعي " يحتوي على شعيرات سعف النخيل" بألوان مختلفة.

في ذات الوقت .. تحدثنا زميلتها شفيقة ، بأنها انضمت للعمل في الورشة حديثاً وأنها تشعر بمتعة فيما تنجزه ، إلا أنها في الوقت ذاته تضمر همومها كبحرينية " تعاني من مشكلة الرواتب المتدنية ". وللعلم أن شفيقة تركت العمل في ورشة خاصة بالجبس " بسبب راتبها الذي لا يتعدى الثمانين ديناراً.
هذا الأمر الذي اثارته شفيقه، تحدثت عنه أيضاً مديرتها في الورشة ايمان العرادي التي قالت: إن الورشة تعاني من قلة الدعم خصوصاً أن القائم على هذا المشروع هي جمعية أهلية تنتظر الدعم من المجتمع لكي تنهض بمشاريعها الرامية لتنمية المجتمع بأفراده بشكل أفضل.
وفي ختام زياتي هذه .. أطلعتني مديرة الورشة على المعرض المخصص لبيع منتوجات مصنع الورق " من سعف النخيل " والذي ذهلت حقاً عندما رأيته ..
ودعتهم أخيراً..
وتمنيت لو أن وزارة الثقافة تقوم برعاية مثل هذه الصناعات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تعريف رجال الأعمال والمقتدرين مادياً بهكذا صناعات حرفية وأهميتها. للنهوض بهذه الصناعات الحرفية أولاً ، ولزرع ثقافة الابداع والابتكار لدى الشباب والشابات البحرينيات ثانياً، ومن جانب آخر .. حل مشكلة " الرواتب المتدنية للعاملين في هذا المجال من أجل ضمان استمرارية هذه الصناعات المقتبسة من تراث البحرين " الأصيل" ..

   
بقلم/ أمينة الفردان ..
  

الأربعاء، 29 يونيو 2011

العين - مكان للالتقاء وتكوين الصداقات ..


عند الحديث عن العيون في البحرين " قديماً " ، لابد لنا أن نسلط الضوء أولاً على دور "العين" كمتغير إيجابي عمل على تنامي العلاقات الاجتماعية بين النسوة في ذلك الزمان، حيث أن تواجد النساء بشكل دائم هناك "في العين" أتاح لهن الفرص لأن يتواصلن فيما بينهن وأن تتجدد علاقاتهن الاجتماعية وصداقاتهن بشكل دائم.

ففي العين تتبادل النسوة فيما بينهن السوالف (الأحاديث) هذا بالاضافة إلى معرفة كل أخبار القرية، وقد يقوم البعض منهن بالسباحة في العين، بينما الأخريات يتجهن لقطف اللوز وجمع الخَلال وأكله إلى أن تهم النساء بالرجوع إلى بيوتهن ليعاد المشهد نفسه في اليوم التالي.

الهامش ..
(1) الخَلال : هي أحد المراحل التي تسبق تكوين الرطب ، أي عندما يكون لون ثمر الرطب " أخضر " ، فيطلق عليه محلياً خَلال. 

الجمعة، 14 يناير 2011

أيام زمان - الحمامات العامة..


يمر الساب بعدة أماكن اتخذها الناس آنذاك "كحمامات عامة" لقضاء حوائجهم "بمن فيهم النسوة"، وأول حمام يمر به الساب هو "الحمام الشرقي" والذي يقصده الأجانب من كل مكان حتى الشيوخ منهم، ثم حمام العمارة، وإسكات الحويجي - خلف "البيت العود" وهذا الحمام خاص بالنساء "يستخدم للسباحة وغسل الثياب والأواني الخ"، وأيضاً حمام بيت الشيخ، ثم إسكات لردم وإسكات الجمة الصغيرة وهما مخصصان للرجال، ثم إسكات الجندود الخاص بالنساء، وجمة الداره الخاص بالرجال أيضاً، ثم جمة العودة الخاص بالرجال والحمير "لتنظيفها”، إلى أن ينتهي الساب من خلال تفرعه إلى النخيل أو البساتين الموجودة بالقرية.

ويقول الحاج ملا حسين: بعض الحمامات خصصت للرجال لأنها تطل على الشارع العام، بينما الحمامات النسائية "بعيدة عن الشارع" وبالتالي فإنها غير مكشوفة للرجال (مسترة عن الرجال).

ويقول: كانت هناك "5 مراحيض عامة" مخصصة للرجال في جنوب القرية، هذه الحمامات (المراحيض) قام ببنائها الأهالي لأنها قريبة من الساب.

ثم تُداخِل الحاجة آمنة بالقول: أتذكر جيداً عندما كنتُ صغيرة أني سقطتُ ذات مرة في الساب الممتد داخل منزلنا، وجرفتني المياه إلى أن وصلت إلى رجل كان يسبح في الساب، فحملني وأخرجني وأنا في حالة صعبة جداً.

البحث عن مصدر آخر للمياه " العيون":
"يقول ملا حسين": عندما توقف ماء الساب، قام الأهالي بحفر الأرض لاستخراج الماء، وأول عين تم حفرها هي "عين الخرابة" وفيما بعد انتشرت الكثير من العيون في القرية، وبالتالي أخذ الأهالي يقصدونها "أي العيون" لقضاء حاجتهم من الماء.
وبخصوص ذلك تقول: الحاجة "أم عبد الرسول": كنتُ أقصد "التنور" وهي إحدى العيون الموجودة في قريتي، عدة مرات في اليوم لجلب الماء إلى منزلنا حيث كنتُ أضع "طشت" الثياب على رأسي ومن فوقه "ادْرام" مملوء بالماء، وأقوم في الوقت نفسه بتثبيت الحبل الذي أربط به "الخانية" على ظهري بالإضافة إلى حملي "لِشرابات" بحيث تكون كل صبعتين بها إشراب.
وتقول الحاجة "أم عبد الرسول": بعد سنوات قامت الحكومة بحفر الأرض لاستخراج العين، وكنا نقصدها لأخذ حاجتنا من الماء. في البداية كنا نقوم بسحب الماء بأنفسنا باستخدام الحبل، وفيما بعد تم تركيب عدد من الولفات (الحنفيات) وتم تركيب جهاز كهربائي حيث كان الحاج عبدالله بوحميد "الله يرحمه" هو من يقوم بتشغيله، وبالتالي أطلق عليه الأهالي آنذاك بـ "لِمْشغّل".

الهوامش :
  
(1)  طشت :وعاء كبير دائري الشكل مصنوع المعدن يستخدم لغسل الملابس .
(2)  ادْرام :وعاء مصنوع من المعدن غالباً .
(3)  الخانية : وعاء كبير مصنوع من الفخار به مقبضين يستخدم لملئ الماء.
(4)  لِشرابات : وعاء صغير مصنوع من الفخار به مقبض واحد يستخدم لملئ الماء . 
 مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي ( قيد النشر ) - أمينة الفردان ..

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

أيام زمان - القرية البحرينية وغياب الخدمات ..

قديماً ونتيجة لعدم توافر الخدمات كـ "الكهرباء والماء" كان الناس في عموم القرى البحرينية و قريتي" كرزكان " خاصة يعتمدون على النار لإنارة المكان. هذا بالنسبة إلى سُكناهم في المظاعن، وبخصوص إنارة البيوت كانوا يستخدمون اللمبة (1) أو"الفنر(2)" بالإضافة إلى أن النساء كنً يجمعن الحطب بشكل دائم، في فصل الصيف يجمعن كميات كثيرة لادخاره لفصل الشتاء سواءً للطهي أوالتدفئة حيث كانوا يطلقون عليه " السجرة ، الحّماية ".

أما بخصوص الماء فكان الساب (مجرى الماء الذي ينتفع منه عموم الأهالي في القرية آنذاك) هو المصدر الوحيد للماء في القرية. ففي لقاء مشترك مع الحاج ملا حسين الفردان وأخته الحاجة آمنة أم عبدالرسول، وهما في نهاية العقد السابع من العمر تقريباً، ركزا من خلال هذا اللقاء على هذه المرحلة التاريخية "فترة الساب وما بعد الساب"، حيث بدأ الحاج حسين حديثه بالقول: في زماننا كان كل الناس يعتمدون على الساب بشكل كبير لعدم وجود المياه في المنازل.


والساب العتيق يعتبر من عجائب الزمان، كان عمقه نحو 35 - 40 قدماً في بعض المواقع، تأتي إليه المياه من الجبال الواقعة جنوب عالي شمال سافرة شرقي منطقة اللوزي تقريباً وبالتحديد من منطقة موقع مدينة حمد حالياً، وهذا الساب يجري عبر أراضٍ صخرية منحوتة، وخلال عبوره للقرية توجد على جانبيه مقاعد صخرية للجلوس ومحلات للطبخ وحمامات للنساء والأطفال وأخرى للرجال، وأما البيوت التي يمر بجانبها أو خلالها فتتخذ منه مصدراً للماء، وكذلك مكاناً لرمي القمامة والقاذورات ولكن بسبب قوة اندفاع مياهه وشدتها تتسع معه كل ما يرمى فيه وكانت الحكومة آنذاك تحبس مياهه عن الاراضي المنخفضة (النخيل والبساتين) وفي مساء الخميس من كل أسبوع تطلق صفارة الإنذار إيذاناً لوجوب ابتعاد الأهالي عن المجرى لأنه سيفتح على الأراضي المنخفضة لري البساتين فيهرع الموجودون في بحيرته إلى ترك البحيرة.



الهوامش:


(1) اللمبة : هي عبارة عن علبة معدنية صغيرة يوضع فيها الكيروسين وعليها بعض التمر وتتدلى منها فتيلة مصنوعة من خيوط " الخيشة " ، متصلة بالكيروسين ، ويتم إشعالها للحصول على الضوء.


(2) الفنر : مصباح يوضع بداخله الكيروسين ، وقطعة على شكل حزام قطني عرضها بوصتان تقريباً. .( جاسم أل عباس ، محطات من ذاكرة المعامير ، البحرين ) .

- مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي ( قيد النشر ) - أمينة الفردان ..

السبت، 25 ديسمبر 2010

المرأة القروية في البحرين والإنجاب - مقارنة بين جيل الجدات وجيل الشابات:



يُعَدُّ مبدأ التكاثر (كثرة الإنجاب) من المبادئ والمفاهيم التي تغيرت على مدى سنوات؛ ففي الأزمنة القديمة كان هذا المبدأ سارياً في الأرياف والقرى في مختلف بقاع الأرض، وبخاصة في المجتمعات التي يغلب عليها طابع البساطة والأمية والفقر في آن واحد، حيث أن "كثرة الإنجاب" معزز للرجولة ومعزز في الوقت نفسه للأنوثة (أصيلة) ويُعَد العامل الاقتصادي "الأساس" لمبدأ التكاثر حيث المساهمة الاقتصادية للأبناء (الذكور) في إعانة عوائلهم.

وبتسليط الضوء على مملكة البحرين وتحديداً (مجتمع القرية) نجد أن مبدأ التكاثر كان سارياً لدى جداتنا وأمهاتنا قديماً، كانت النساء تنجب الكثير من الأولاد الذين يكاد عددهم يفوق العشرة، أما الرجل فكان يتزوج بأكثر من زوجة، ويختار من تنجب له الأولاد " الذكور " بحيث يركز في اختياره على نساء أرامل (لديهن أولاد من أزواجهن) أو اختيار الزوجة من العوائل الوَلادة.

ومن الطرق التي يلجأ لها البعض في اختيار زوجة المستقبل التي ستنجب له العديد من الذكور هي النظر لشجرة عائلة زوجة المستقبل حيث يعتقد هؤلاء أن هناك نساء تلد أولاد بنسبة أكبر وأن هناك نساء تلد بنات بنسبة أكبر وهي من الأمور التي اعتبرت من الحقائق التي سلم بها أفراد الجيل القديم وربما حتى يومنا هذا حيث يزعمون أن المرأة هي التي تحدد الجنس وليس الرجل ، وقد وجد هذا الكلام طريقه للتراث الشعبي وتم اختزاله في مجموعة أمثال و " معيار " أي ( سباب وشتائم ) فأبنة أم البنات لا تلد إلا البنات وهناك من أفراد الجيل القديم في البحرين من النساء والرجال من يحتقرون البنت فلا يسمونها إلا " فشنة " وجمعها " فشنات " فتسمع بعضهن تقول " فلانة جابت فشنة " وأخرى تقول : " فلانة .. أم الفشنات " ، وكذلك " بت أم الفشنات ما تجيب إلا فشنات " و " ... أم فشنات على أمها ... " .(1)

تلك النظرة والرغبة اللا متناهية " في حب انجاب الذكور" لم يقتصر على الرجل فقط ، فهناك الكثير من النساء من لهن ذات النزعة ، فمن تنجب الذكر أويتوفر لديها حليب الرضاعة يطلقن عليها " أصيلة " أو التي لا يتوفر الحليب في ثدييها " فارسية " أي "غير أصيلة ". وتلك المصطلحات إنما تضمر " مضامين عنصرية " ( بحرينية " اصيلة " أو فارسية " غير أصيلة " ).

ثقافة "حب انجاب الذكر" هي السائدة في ذلك الوقت خصوصاً أن الأبناء كانوا هم السند لآبائهم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية . فمن الناحية الاقتصادية مثلاً كانت تلك العوائل تعتمد بشكل كبير على أبنائها في العمل الزراعي (حرفة الآباء والأجداد)، أما من الناحية الاجتماعية فإن هؤلاء الأبناء (الذكور) سوف يحملون اسم الأب. فيما بعد ونتيجة لما لحق بهذا المجتمع من تغيير سواء فيما يتعلق بـ (ارتفاع متوسط سن الزواج نتيجة لتعليم الإناث و عمل المرأة، وما تبعه من تغيير فكري ، ثقافي لشريحة كبيرة من هذا المجتمع " رجالاً ونساءً " خصوصاً بعد أن أثبتت الإناث بشكل ملموس قدرتهن على القيام بما يقوم به الذكور ، فمن الناحية الاقتصادية أصبحت الإناث هن المعيل للاسرة ، هذا التحول الكبير أدى إلى تغير النظرة السلبية " المتوارثة " في المجتمع إزاء الانثى ، بل أصبحت العوائل تفتخر بـ " البنات " وانعكست الصورة " ايجاباً " لصالح الأنثى بعد أن اثبتت التجربة " لدى الكثير من الآباء والامهات " بأن البنت تحمل من العاطفة " ما لا يحمله الولد " فلا تبخل على والديها بما لديها " من الناحية المادية". خصوصاً بعد أن أصبحت مستقلة " اقتصادياً " ، وتحسن وضعهها أدى إلى تحسن وضع الأسرة ككل.

أما فيما يتعلق " بالإنجاب بشكل عام " فإن الحالة الاقتصادية " الصعبة " لدى الكثيرين وعدم القدرة على تربية الكثير من الأولاد " في وقتنا الراهن " نتيجة لطبيعة هؤلاء الأولاد ومتطلباتهم ومشاكلهم المختلفة نوعاً ما عن الجيل السابق . كل ذلك وغيره شكّل محوراً أساسياً في تغير هذا المفهوم لدى الكثير من منتسبي هذه القرية (ومنهم المرأة)، حيث أصبحت المرأة في السنوات الأخيرة تنجب ما يقارب (3 - 4 أولاد) فقط ، أما بالنسبة إلى المرأة العاملة فقد يكون العدد أقل من ذلك، لكن هناك بعض الحالات التي من الممكن أن ترتفع حصيلتها لتصل إلى أكثر من ذلك (في حال كان جميع من لديها من جنس واحد) كأن تكون لديها بنات فقط وتريد ولداً أو العكس.

هذه الثقافة والمستوى من التفكير الذي وصل إليه تفكير الناس في هذا المجتمع ومنهم النساء فيما يتعلق "بالتقليل من نسبة الإنجاب" أصبح شائعاً في السنوات الأخيرة، أما المرأة التي تنجب الكثير من الأولاد فيطلق عليها باللهجة البحرينية (مالت لوّل) وهي جملة تحمل في مضمونها استنكاراً لتلك المرأة الوَلادة على طريقة الأمهات والجدات.

وفي لقاء مع الدكتور محمد منصور "أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين" قال: إن كثرة الإنجاب قديماً مرتبط بأسباب وعوامل اجتماعية كـ طبيعة النظام القبلي والعائلي والمكانة الاجتماعية التي كانت تتحدد بكثرة الأولاد، أما الآن فتراجع فكر العصبية أو القبلية بالإضافة إلى أن المكانة الاجتماعية أصبحت تتحدد بالمستوى الاقتصادي والتعليمي للأفراد.

كل ما قاله هنا ينطبق بالفعل على مجتمعنا القروي؛ فالواقع يقول بأن المجتمع تغير بشكل كبير حيث أصبح الكثير من الشباب والشابات يعارضون كثرة الإنجاب كما كانت أمهاتهم وجداتهم، هؤلاء الشباب أصروا على أن لا رجعة إلى الزمن الذي يقول بكثرة التناسل مهما كانت الأسباب والمبررات.

الهوامش:
(1) حسين محمد حسين ، ثقافة حب انجاب المولود الذكر في البحرين ، مجلة الثقافة الشعبية ،العدد 10 ، ص 58 ، 2010 ، البحرين .

مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي ( قيد النشر ) / أمينة الفردان ..

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

مقتطفات من كتاب " رمزية الألوان " - الأسود المرتبط بالشعائر الحسينية ..

يمثل اللون الأسود رمزية خاصة للمرأة الشيعية في البحرين ، حيث الشعائر الحسينية التي تدل على الحزن والأسى على ما أصاب حفيد رسول الله (ص) وأهل بيته الأطهار. وتستعد النساء بشكل خاص لتلك المناسبة وذلك عن طريق قيام النساء قبل أيام من محرم الحرام بالاستعداد لإحياء عاشوراء الإمام الحسين بشراء الملابس السوداء لهن و لأبنائهن بالإضافة إلى شراء عصابات الرأس للأطفال (الخضراء، الحمراء والسوداء المكتوب عليها يا حسين / يا شهيد).

هذا بالإضافة إلى أن النساء يقمن بتجهيز خزانات الملابس في المنزل حيث يعملن على تخزين الملابس الملونة واستبدالها بالثياب السوداء الخاصة بالحداد على مقتل الحسين وأهل بيته، الخاصة بشهري (محرم وصفر) حتى اليوم الثامن من ربيع الأول(بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (ع)، وذلك للدلالة على الحزن والأسى على أهل البيت (ع).

وقديماً كان الأهالي يغلفون جهاز التلفزيون ويتم وضعه في (الكارتون) أو يتم حفظه بعيداً عن متناول أفراد العائلة وخاصة الأطفال ولا يستخدم إلا بعد انقضاء الأيام العشرة الأوائل من شهر محرم (الأيام التي قتل فيها الإمام الحسين، وفي بعض الأحيان بعد انتهاء شهري (محرّم وصفر) ولكن هذا الأمر تغير مع ظهور الفضائيات الشيعية والتي تحيي مراسم عاشوراء الحسين وتقوم بالتغطية الشاملة والمباشرة من كربلاء المقدسة للشعائر الحسينية. حيث يحرص الأهالي على متابعة تلك الفضائيات باستمرار.

ومن جهة أخرى هناك من هيأ نفسه للمساهمة في وضع السواد وإزالة كل مظاهر الفرح (خادمات الإمام الحسين)  واستبدالها بالقماش الأسود والذي يغطي كل ركن من أركان المأتم سواء الحائط وحتى الطاولة والمنبر والساعة وغيرها ، ثم وضع الشعارات واللافتات والهتافات الحسينية والكلمات والعبارات الحسينية المعبرة عن الفاجعة فوق ذلك السواد وتكون تلك الشعارات لها دلالات خاصة عند الشيعة حيث تظهر فيها بعض الألوان المعبرة عن الفاجعة كاللون الأبيض (الخيول، الحمامة، لباس الأئمة الأطهار) حيث يرمز ذلك اللون إلى السلام والطهارة والنقاء والصفاء، وكذلك اللون الأخضر الذي يغلب على بعض الشعارات مثل كتابة أسماء الأئمة على بعض اللوحات والشعارات وكذلك الأعلام، بالإضافة إلى بعض الملابس التي تكسو آل بيت رسول الله، واللون الأخضر عادة ما يرمز إلى الانتماء إلى أهل البيت وكذلك يرمز إلى الجنة والنعيم، أما اللون الأحمر فيمثل الدم (من خلال صور الدم الموجودة في تلك الشعارات واللوحات الحائطية، ومن خلال الأعلام الحمر التي ترمز للثورة على الظلم وهناك اللون الذهبي (الأصفر) والموجود بقوة في تلك الشعارات (السيوف، الرماح، القباب) فاللون الذهبي يبرز النور والضياء ويرمز للشمس والذهب.

مقتطفات من كتاب " رمزية الألوان عند المرأة الشيعية في البحرين " - أمينة  الفردان- دار نينوى .

الأحد، 5 ديسمبر 2010

حراك موسمي قل نظيره - استعداداً للأسى

إستعداداً لموسم عاشوراء - يقوم الناس في أغلب مناطق وقرى البحرين هذه الأيام بنشر السواد في المآتم ، والمساكن ، والشوارع .. الخ.
وفي جولة سريعة لبعض المناطق البحرينية استطعت أن أرصد حالة الحماس والجهد المضني بين جميع الفئات العمرية التي أصبحت تشارك بفاعلية.
فكانت لي جولة تفقدية لمدة أربعة أيام تقريباً في قرية كرزكان رصدت خلالها جماعات تنشر السواد والأعلام والبوسترات الحسينية بعباراتها المعبرة عن المصاب والأخرى التي تتخذ من عاشوراء شعلة تضيء الدرب.
وقسم آخر من الناس - كانوا يقومون  بإخراج أواني وحاجيات عاشوراء " للعام الماضي "  وتجهيزها وتنظيف " المخزن المخصص لها " لإمداده بالمزيد.
أما في قرية المالكية المجاورة فلا يختلف الوضع كثيراً .. حيث رأيت الأعلام السود مع بعض الأعلام ذات اللون الأحمر والأخضر والتي لها مضامين عاشورائية ذات الصلة بـ " واقعة الطف " بالإضافة إلى جماعة أخرى كانت تقوم بعمل " مجسمات فنية " تعبيراً عن الواقعة.
وفي قرية دمستان .. كانت الإعلانات أقل كثافة من المناطق السابقة الذكر.. إلاّ أنّ هناك لوحات إعلانية تشير إلى مشاركات لـ رواديد حسينيين من خارج البحرين كـ"جليل الكربلائي".. عراقي الجنسية، بالإضافة إلى ذكر من سيساهمون في القراءة الحسينية لهذا العام.
وعند وصولي إلى " سوق واقف " لاحظت وجود إعلانات كبيرة بأسماء الشيوخ " قراء الرثاء الحسيني وكذلك الرواديد " لكل منطقة على حدة.
وبالنسبة لمنطقة بوري – رفرفت  الأعلام السود الممزوجة بأعلام حمراء ، وخضراء غطت القرية بكثافة.
 بالإضافة إلى الإعلانات الخاصة التي وضعت على كل مأتم والتي تحدد الرواديد والقراء الحسينيين لهذا الموسم " العاشورائي " بالصور والأوقات.
وفي جولة سريعة على " مدينة حمد " الدوار الرابع ، استطعت أن أرصد الحالة نفسها - حراك عاشورائي قلّ نظيره – نشر للسواد استعداداً للمصاب. وهذه الحالة بالتأكيد لا تختلف عموماً عن كل القرى البحرينية.

ومن جهة أخرى، حرصت هذا الأسبوع - الأسبوع الأخير-  قبل بزوغ هلال محرم الحرام على الذهاب إلى أحد الأسواق الشعبية في البحرين .. " سوق السبت " بـ كرزكان ..
وأثناء اقترابي من السوق بسيارتي، لقيت صعوبة كبيرة في إيجاد " البارك ".
وعند دخولي السوق وتسوقي فيه " لاحظت الكثافة البشرية المتزايدة، ووجدت الناس وبخاصة "النساء" اللائي يحرصن على شراء الملابس " العاشورائية السوداء " لهن ولأبنائهن استعداداً لمحرم الحرام ، خصوصاً أنه جرت العادة أن ترتدي المرأة البحرانية الملابس السوداء  بخلاف الرجل الذي قد يرتدي الأسود وقد لا يرتديه " تبعاً لرغبته".
في هذا السوق، وجدت الوجوه التي لم أرها منذ فترة طويلة – ما يقارب الخمس سنوات وأكثر – ووجوه لم أرها منذ عاشوراء السنة الماضية.
لذا كنت سعيدة - لأن هذا المكان السوداوي " المكسو بسواد عاشوراء " استطاع أن يوفر لي الفرصة لألتقي بالناس - من جديد - من مناطق متعددة.

بقلم - أمينة الفردان ..

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

شعيرة عاشوراء في البحرين متجددة .. حية في الوجدان ..


في كل عام يهل هلال الحزن - عاشوراء الحسين ابن بنت رسول الله (ص) - ، فنرى حالة من الهيجان الروحي والنفسي استعداداً لاستقباله، هيجان يغلي من الأعماق، يتناغم مع الحالة السوداوية التي تمثلها تلك الحادثة التاريخية.

الحالة التي تنطبع على القلوب والعقول والمشاعر والوجدان والمكان والزمان؛ لتصبغ الدنيا كلها بسواد الحزن، ونرى الناس بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية وهم يبذلون الجهد والمال والوقت لإبراز شيئاً من الولاء وشيئاً من الحب الذي لا يضاهيه حب إلاّ لرب العباد ورسوله الكريم(ص)، حب أصبح يهتف مراراً ومرارةً باسم الحسين وأهل بيت رسول الله(ص)،حب يبكي لينعش الخواطر ويغذيها من جديد.

في سنة 62 هـ حدثت الواقعة الأليمة " حادثة الطف التي قتل فيها سبط رسول الله(ص) وجلّ من معه من أهل بيته" ، ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا يتم استدعاء المصاب بنفس الزخم وأكثر، ليجدد الروح المحبة لتبرز حبها أكثر، ولتناغي وتحاكي الفادي بنفسه لنصرة الإسلام وبقائه.

عاشوراء اليوم تغلي في وجدان محبي أبي عبدالله الحسين، تبكي ألماً، وحزناً ،وعشقاً ،طلباً لشفاعته يوم القيامة.

من يتصفح قلوب أولئك الناس - العاشقين للمضحي من أجل الإسلام- يعرف الكثير عن تلك الشخصية العظيمة " الحسين " التي بقيت خالدة متجددة حية منذ ذلك الزمان إلى يومنا هذا.

بقلم - أمينة الفردان ..



الخميس، 25 نوفمبر 2010

البحرين قديماً - تنقل النسوة بين هذه العين وتلك..


أيام زمان ونتيجة لغياب الماء عن البيوت، امتازت حياة النسوة في المجتمع القروي "بالتنقل بين هذه العين وتلك" لقضاء حاجاتهن من الماء وحمل بعض منه إلى بيوتهن أو استجلاب الماء من الولف الكبير، حيث تقول الإخبارية فوزية: قديماً كنا نتنقل بين العيون الموجودة بالقرية من أجل استكشاف العين التي تعمل ماكينتها "لغسل ملابسنا"، وخصوصاً أن هذه العين قد يشغّلها أصحابها في الصباح، وتلك التي قد يشغّلها أصحابها في وقت الظهر أوالعصر، أما الإخبارية "أم حميد" فتقول: "كنا نذهب إلى الولف لجلب الماء للبيت وهناك تحدث الكثير من المشاجرات والمشادات الكلامية بين النسوة، ولهذا السبب أصبح زوجي هو من يأتي بالماء خوفاً عليّ من تلك المشاكل". وتشاطرها الرأي "أم خليل" بالقول: "كنا نذهب للولف وهناك تحدث الكثير من المشاكل والمشاجرات، وأنا شخصياً ما زالت إحدى النساء في القرية عندما تراني في أي مكان فإنها تخرج بسرعة دون أن تكلمني بسبب حدوث مشاجرة بيني وبينها منذ أكثر من 40 سنة تقريباً، أيام الولف القديم".
إذاً حياة النساء في تلك الأزمنة "كانت مليئة بالشقاء والتعب في نقل الماء من الولف أو العيون إلى المنازل أو حمل الثياب والمواعين لتغسيلها في ذلك المكان وهناك من النساء من يقمن بحمل حتى السجاد" المديد (1) والسفر (2) والحصر (3) أو المراقد (4) لغسلها أيضاً.


ويمكن لنا أن نتخيل منظر هؤلاءالنسوة في مشهد تمثيلي شبيه بما نراه في التلفزة لنساء الصعيد وهن يحملن المواعين (الأواني المملوءة بالماء) على رؤوسهن، وآنية في اليد اليمنى وأخرى في اليد اليسرى، وقد تتكرر تلك العملية عدة مرات "بين العين والمنزل" إلى أن تكتفي هذه العائلة بالكامل بما تحتاجه من الماء، وقد تقوم بعض النسوة بحمل الماء أيضاً إلى بعض قريباتهن، كـ "الإخبارية فريدة" حيث تقول: "كنت أخرج من المنزل من الفجر (قبل أذان الصبح)، لكي أجلب الماء إلى بيت أختي عدة مرات يومياً".

هذا المشهد لم ينتهِ بعد، بل تقوم النساء بعد ذلك بتجميع الثياب في إناء كبير يقال له " اللجّانه (5) أو الطشت(6)" وفيما بعد حمل الحصر والمديد قاصدات بذلك إحدى العيون الموجودة بالقرية من أجل غسلها.
الفهرس :
(1) المديد: سجاد مصنوع من النايلون .
(2) السفر: " مفردها سفرة " وهي ذات شكل دائري مصنوع من الخوص تجلس حوله العائلة لتناول وجبة  الغذاء .
(3) الحصر: سجاد مصنوع من السعف .
(4) المراقد: بطانية تستخدم للنوم ، والفعل رقد يعني نام .
 (5) اللجّانه : وعاء دائري كبير مصنوع من البلاستيك ، يستخدم لغسل الملابس .
(6)طشت :وعاء كبير دائري الشكل مصنوع المعدن يستخدم لغسل الملابس .

مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي " قيد النشر "  - أمينة الفردان ..

السبت، 20 نوفمبر 2010

جولة في أرجاء بلدي " البحرين "

 الجمعة الموافق 19 من نوفمبر عام 2010..
الساعة التاسعة تقريباً انطلقنا في الباص متجهين _نحن أعضاء اللجنة الثقافية_ بمركز كرزكان الثقافي مع عوائلنا إلى المعالم السياحية والأثرية في بلدي ..
المحطة الأولى : " محمية العرين " .. وصل الباص إلى بوابة المحمية في تمام الساعة التاسعة والنصف .. نزل بعض أعضاء إدارة المركز لحجز التذاكر ، بعدها قمنا بجولة استطلاعية للمكان تخللنا التصوير بين المناظر الطبيعية الخلابة .. ثم ركبنا الباص السياحي بمرافقة " المرشد السياحي المتألق " سريع التحدث، أخبرنا بأنواع الحيوانات الموجودة في المحمية وأماكن اسيتطانها في أنحاء العالم ..

من هذه الحيوانات ..
-         الزرافة  من جنوب أفريقيا
-        الآيل الأرقط بـ قرون / بدون قرون
-        الغزال الكندي
-        أبو عدس ... الصابر المتحمل شهر كامل بدون " شرب ماء "
-        الماعز النوبي الذي يحسب عمره من خلال عدد " قرونه "
-        مها البيسا
-        مها أبو حراب
-        الكباش العربي .. من سيناء
-        كبش ضآن البربر
-        نعام الريا من الأرجنتين
بعدها دعانا المرشد للنزول وتفقد المنطقة ربع ساعة، تخللنا التصوير أمام البحيرات الجميلة الممتلئة بالطيور المتنوعة ..
-        الكركي المتوج من شرق أفريقيا
-        الكافور الكينا .
-        شرهمان أوربي من شمال أوربا ووسط  أفريقيا .
-        بط الخضيري من آسيا وأفريقيا .
ثم صعدنا الباص مرة أخرى لمشاهدة بقية الحيوانات: غزال الداما ، غزال الريم البحريني " الوحيد "  من أم النعسان وحوار ، الغزال السعودي من شبه الجزيرة العربية ، غزال دوركاس الأفريقي ... الخ
إلى أن وصلنا " آخر نقطة " مجمع الحيوانات المفترسة " والإعلان الخارجي مكتوب عليه : الضبع العربي ، الذئب العربي ، الوشق العربي ، النمر العربي ، الكلب السلوقي ، وعندما دخلنا تفاجأنا بأن لا إعلانات إرشادية " تحدد نوع الحيوان الموجود في هذه الزاوية أو تلك وعندما خرجنا رأينا المشكلة تتكرر " عدم وجود اللوحات الإرشادية للطيور والحيوانات ..
انتهت الزيارة في المحمية ..
المحطة الثانية : " قلعة الرفاع " ..
اتجهنا بعدها .. إلى قلعة الرفاع .. وللأسف الشديد كانت مغلقة ، تمكنا من التقاط صوراً تذكارية خارجية ..
لننطلق بعدها لأداء فريضتي " الظهر والعصر في مسجد الشيخ عزيز..
ثم الذهاب إلى مجمع السيف لتناول وجبة الغداء وأخذ متسعاً من الوقت للراحة ..
المحطة الثالثة: " متحف البحرين الوطني " ..         في حوالى الساعة الثالثة .. انطلقت الرحلة من جديد إلى متحف البحرين الوطني .. وهناك شاهدنا الكثير والكثير من تراث الأجداد " تراث وتاريخ أهل البحرين " استمتعنا كثيراً في تقليب أنظارنا في هذه الزوايا التراثية المفعمة بعبق الماضي الجميل وعادات وطقوس كانت أكثر روعة لم نجد لها مثيلاً في زماننا هذا .
 هناك وقفنا لحظات..تصوير وتدوين لبعضً منها، كانت اللوحات الإرشادية بأسلوبها الراقي " واضحة المعالم المدروسة بشكل رائع " تساعدنا للوصول إلى ما نرمي إليه ونبحث عنه ..
وانتهت الزيارة " القصيرة نسبياً " حيث لم نستطع دخول إلا القليل من القاعات " التراثية التاريخية ". وخرجنا ونحن نريد البقاء هناك لنلهم الكثير .


المحطة الرابعة : " قلعة البحرين " ..
– كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عصراً .. قرر القائمون على الرحلة " أخذنا إلى قلعة البحرين " سعدنا كثيراً وعند وصولنا إلى هناك واجهتنا المشكلة ذاتها .." اللوحات الإرشادية " ..
خارج القلعة هناك مبنى كبير متهالك " بقايا بناء "، هذا البناء ،أخذنا نتبادل الحديث حول تاريخه " إلى أي عهد يرجع ذلك البناء ؟ وهل بني في ذات التاريخ الذي بنيت فيه قلعة البحرين ؟ لكن لم نجد جواباً ..
دخلنا بعدها إلى داخل القلعة – حيث الوفود الكبيرة جداً التي أتت من جميع أصقاع المعمورة " من جنسيات مختلفة " أتوا لمشاهدة هذا المعلم التاريخي  لهذا البلد الذي يحكي أصالة شعبه ومدى مهاراتهم ألاّ متناهية في الهندسة المعمارية البارعة " إلّا أن اللوحات الإرشادية والتوضيحية لتفصيلات وأسماء كل ركن من أركان هذه القلعة التاريخية تبقى المشكلة الكبيرة " فالناس هناك كانوا يتساءلون كما كنا نحن نتساءل ماذا تعني هذه الزوايا والتشكيلات الهندسية المختلفة من هذه القلعة وهل هي حجرات أم حمامات أم حصون أم قبور أم ماذا بالتحديد؟؟ وانتهت الزيارة وخرجنا ونحن في جعبتنا الكثير والكثير من الأسئلة التي لم نحصل الإجابة عليها ..
ختاماً .. أوجه الشكر الجزيل إلى مركز كرزكان الثقافي وتحديداً اللجنة الثقافية على هذه الرحلة " ذات الأهمية الكبيرة " والتي تحمل الكثير لنا كـ " بحرينيين " ولكل منتسبي اللجنة الثقافية بالمركز ..
دمتم و دام وطني " البحرين " بألف خير ..
تحياتي /أمينة الفردان ..