الأحد، 5 ديسمبر 2010

حراك موسمي قل نظيره - استعداداً للأسى

إستعداداً لموسم عاشوراء - يقوم الناس في أغلب مناطق وقرى البحرين هذه الأيام بنشر السواد في المآتم ، والمساكن ، والشوارع .. الخ.
وفي جولة سريعة لبعض المناطق البحرينية استطعت أن أرصد حالة الحماس والجهد المضني بين جميع الفئات العمرية التي أصبحت تشارك بفاعلية.
فكانت لي جولة تفقدية لمدة أربعة أيام تقريباً في قرية كرزكان رصدت خلالها جماعات تنشر السواد والأعلام والبوسترات الحسينية بعباراتها المعبرة عن المصاب والأخرى التي تتخذ من عاشوراء شعلة تضيء الدرب.
وقسم آخر من الناس - كانوا يقومون  بإخراج أواني وحاجيات عاشوراء " للعام الماضي "  وتجهيزها وتنظيف " المخزن المخصص لها " لإمداده بالمزيد.
أما في قرية المالكية المجاورة فلا يختلف الوضع كثيراً .. حيث رأيت الأعلام السود مع بعض الأعلام ذات اللون الأحمر والأخضر والتي لها مضامين عاشورائية ذات الصلة بـ " واقعة الطف " بالإضافة إلى جماعة أخرى كانت تقوم بعمل " مجسمات فنية " تعبيراً عن الواقعة.
وفي قرية دمستان .. كانت الإعلانات أقل كثافة من المناطق السابقة الذكر.. إلاّ أنّ هناك لوحات إعلانية تشير إلى مشاركات لـ رواديد حسينيين من خارج البحرين كـ"جليل الكربلائي".. عراقي الجنسية، بالإضافة إلى ذكر من سيساهمون في القراءة الحسينية لهذا العام.
وعند وصولي إلى " سوق واقف " لاحظت وجود إعلانات كبيرة بأسماء الشيوخ " قراء الرثاء الحسيني وكذلك الرواديد " لكل منطقة على حدة.
وبالنسبة لمنطقة بوري – رفرفت  الأعلام السود الممزوجة بأعلام حمراء ، وخضراء غطت القرية بكثافة.
 بالإضافة إلى الإعلانات الخاصة التي وضعت على كل مأتم والتي تحدد الرواديد والقراء الحسينيين لهذا الموسم " العاشورائي " بالصور والأوقات.
وفي جولة سريعة على " مدينة حمد " الدوار الرابع ، استطعت أن أرصد الحالة نفسها - حراك عاشورائي قلّ نظيره – نشر للسواد استعداداً للمصاب. وهذه الحالة بالتأكيد لا تختلف عموماً عن كل القرى البحرينية.

ومن جهة أخرى، حرصت هذا الأسبوع - الأسبوع الأخير-  قبل بزوغ هلال محرم الحرام على الذهاب إلى أحد الأسواق الشعبية في البحرين .. " سوق السبت " بـ كرزكان ..
وأثناء اقترابي من السوق بسيارتي، لقيت صعوبة كبيرة في إيجاد " البارك ".
وعند دخولي السوق وتسوقي فيه " لاحظت الكثافة البشرية المتزايدة، ووجدت الناس وبخاصة "النساء" اللائي يحرصن على شراء الملابس " العاشورائية السوداء " لهن ولأبنائهن استعداداً لمحرم الحرام ، خصوصاً أنه جرت العادة أن ترتدي المرأة البحرانية الملابس السوداء  بخلاف الرجل الذي قد يرتدي الأسود وقد لا يرتديه " تبعاً لرغبته".
في هذا السوق، وجدت الوجوه التي لم أرها منذ فترة طويلة – ما يقارب الخمس سنوات وأكثر – ووجوه لم أرها منذ عاشوراء السنة الماضية.
لذا كنت سعيدة - لأن هذا المكان السوداوي " المكسو بسواد عاشوراء " استطاع أن يوفر لي الفرصة لألتقي بالناس - من جديد - من مناطق متعددة.

بقلم - أمينة الفردان ..

هناك تعليقان (2):

  1. جليلة الموالي5 ديسمبر 2010 في 11:13 م

    ما أجمل الاحساس بالولاء الحسيني


    تتزاحم صدور الوفا وترفرف الأعلام ومن السواد وهيبته تتليل الأيام


    الله يبلغكم ويعودكم ...مأجورين مثابين

    ردحذف
  2. ربما تمتاز البحرين عن الكثير من المناطق الأخرى بحيوية التفاعل مع هذه المناسبة العظيمة. ولكن يبقى سؤال مهم لا بد له أن يتفاعل داخل عقل كل واحد منا، ماذا سنجني من هذا كله؟ ليس المهم أن يكثر السواد لغطي كل المساحات والجدران، ولكن المهم أن نعرف كيف نتعرض لنفحات هذا الموسم والعطاء الذي يتميز به.

    طما أن لا أتحمس كثيرا لأنماط التعبير التقليدي، وإن كانت بعض مظاهره مهمة، أرى بأن الوقت قد حان للخروج من مرحلة مخاطبة الذات إلى مرحلة مخاطبة الآخر، وعلى هذا الأساس، يجب أن نفكر مليا في تطوير أدوات التعبير والإحياء لتستوعب الآخر.

    أين اللغة ذهبت من كل هذا، لماذا لا تكون لدينا مبادرة لطرح مشروع الحسين للإنسانية من خلال لغات أخرى مثلا.

    سيد بدر

    ردحذف

التعليقات لا تمثل بالضرورة رأي صاحبة المدونة .