البحث في تاريخ وأصالة شعب - الحلقة الثانية :


شمس الحقيقة لا تخفى وإن التف حولها  كوم من السحاب ، هكذا سيبقى تاريخ وأحداث القرى البحرينية دامغة لا تقبل التشكيك وإن كتبوا ملايين التقارير بدقة متناهية من التزوير والتشويه والتطاول على تاريخ خطه أبناء الوطن بسواعدهم وسجل التاريخ جل أحداثه ، هم يتجاهلون التاريخ ليس جهلاً في المعلومات وإنما عبثاً لتزوير شمس الحقيقة ، لكن ذلك من المحال فهو تاريخ وأصالة شعب ..
وإلى ذلك نحط بين أيديكم الحلقة الثانية للباحثة أمينة الفردان والذي جاء فيه:
نبدأ من شرقي الماحوز جنوباً حيث قرية " هلتا " وتعرف عند العامة بهرتا سميت باسم العين التي بها وهي قرية قديمة وقد خربت وبها مسجد يعرف بمسجد شيخ ميثم البحراني وهو الفيلسوف الرباني المشهور المتوفي سنة 679 وقبره في مدرسته الكائنة في قبلة المسجد المذكور .وقريباً منها قرية " الدونج " ذكرها الشيخ يوسف الأصم في لؤلؤلته وفي هذه الناحية قرية قديمة يقال لها " شبات " ولم يبق إلا اسمها ولا يعرفه إلا القليل من المسنين ولعل اسمها محرف سبوت واسبات .
وإلى جنوب هلتا " أم الحصم " على الساحل الجنوبي وهي مصيف لأهل المحرق وحرفة أهلها صيد اللؤلؤ والسمك وشرقي هلتا قرية " الغريفة "
وشمالها قرية " الجفير " وهي على الساحل الشمالي جهة الشرق ذكرها ياقوت في معجمه فقال الجفير قرية بالبحرين لبنى عامر بن عبد القيس و بها بساتين النخيل والمياه الجارية وحرفة أهلها الفلاحة والملاحة لصيد اللؤلؤ والسمك : وشرقيها إلى الجنوب قرية " قزقز " وهي على رأس ممتد في البحر .وشماليها غربا قرية " الزنج " ولعل تسميتها بهذا الاسم له علاقة بصاحب الزنج الذي استولى على البحرين . وغربها قرية " أبو خفير " وهي ذات بساتين وعيون جارية وأهلها فلاحون ، وغربيها " بلاد القديم " وهي بلدة كبيرة قديمة كانت فيما مضى من الزمان زاهرة بالعلماء الأعلام مكتظة بالسكان عامرة بالبنيان ، ومن قرى بلاد القديم " المويلقة " و " حلة السوق " .وغربيها إلى الجنوب " السهلة " الحدرية وهي ذات مياه غزيرة وبساتين نضيرة كثيرة وزراعات كثيرة وبها العين الشهيرة بعين " عذاري " . وغربيها شمالاً " السهلة " الفوقية .وغربي بلاد القديم إلى جهة الشمال قرية " حزيان " وبها البساتين الناضرة والمياه الجارية وأهلها فلاحون وبها مسجد أبو عنبره وغربيها جنوبا " سوق الخميس " وهي سوق يجتمع بها أهل القرى في اليوم المذكور للبيع والشراء فيعرضون محاصيلهم من تمر أو رطب أو أواني الفخار والحصر والحبال والدهن البقري وشماليها المشهد وهو مسجد كبير قديم لا يعرف بالتحقيق زمن تأسيسه قد خرب : وشمالها قرية " طشان " وهي ذات نخل صنوان وغير صنوان وبها المياه الجارية : وغربها جنوباً " قرية أبو إبهام " وهي ذات بساتين ناضرة ومياه غزيرة وأهلها فلاحون : وجنوبي شرق السهلة الحدرية مقطع توبلي وجنوبي المقطع : قرية "توبلي" وهي قرية كبيرة ذات مياه غزيرة وبساتين ناضرة ونخيل باسقة ولعلها مع بلاد القديم المتقدمة من مواطن الفينيقيين الأولى قبل عصور التاريخ ، وربما يكون اسم توبلي محرف من " توبولي " بمعنى المدينتين .  ومن قراها " كتكان " وهي ذات نخيل وعيون جارية وينسب إليها  الجليل العلامة السيد هاشم صاحب التأليف المفيد المتوفي سنة 1107/1109 .
ومن قراها أيضاً قرية " مرى " وهي ذات نخيل باسقة ومياه دافقة وأهلها فلاحون وجنوبيها : قرية " الجبلات " وهي ذات نخيل وبساتين ومياه جارية تسر الناظرين وأهلها فلاحون وشرقيها قرية " الهجير " بصيغة التصغير وهي كسابقتها وجنوبيها شرقا قرية " الكورة " وهي ذات بساتين باسقة ومياه جارية وأهلها فلاحون : وشرقيها جنوبا قرية " جدعلي " قريبة من الساحل الشرقي ، وغربها آثار قديمة ممتدة إلى الجنوب على مسافة كبيرة حتى تتجاوز قرية " جرداب " وهي ذات بساتين باسقة ومياه جارية وأهلها فلاحون وجنوبيها وغربيها آثار قديمة بكثرة وأهلها فلاحون وبعضهم يحترف بصيد الأسماك وجنوبيها بمسافة كبيرة إلى الشرق على الساحل المذكور قرية " سند " وهي ذات بساتين ومياه جارية وأهلها فلاحون .

مياه العكر الغزيرة .. وبطيخها الأصفر
وجنوبيها شرقا  قرية "العكر " وهي ذات نخيل باسقة ومياه غزيرة وبها مزارع البطيخ الأصفر الجيد ويزرع الحنطة وأهلها فلاحون وغربيها قرية " بربوره " وهي ذات بساتين من النخيل الباسقة وعيون الماء الدافقة وشرقيها آثار قديمة وأهلها فلاحون وشرقيها جنوبا قرية " النويدرات "  وهي ذات نخيل كثيرة ومياه جارية غزيرة وأهلها فلاحون وبعضهم غواصون وبها مصانع المديد وهي نوع من الحصر المنسوج من الاسل المتين الجميل وشرقها : قرية " المعامير "  القريبة من جزيرة سترة وأهلها غواصون وصيادو سمك : وجنوبيها " سابيه " وجنوبيها " شبافه " وكلتاهما ذات مياه جارية ومياه جارية ونخيل باسقة : وشرقي شبافة جنوبا قرية " سيبه " على الساحل الشرقي في رأس ممتد بحرا وغربيها جنوبا قرية " الفارسية " وهي ذات بساتين كبيرة ومياه غزيرة وأهلها فلاحون وغواصون : وجنوبها بمسافة ليست قليلة جزيرة بارزه في الساحل ليس بها نخيل ولا سكن وكلها آثار قديمة يشق طرفها الشمالي خليج يقال له " رأس أبو جرجور " وجنوبي أبي جرجور بمسافة كبيرة قرية " عسكر " على الساحل المذكور وليس بها نخيل ولا زراعة وأهلها غواصون وصيادو سمك وجنوبيها شرقا " رأس حيان "
وهو رأس ممتد في البحر وفيه قبر صعصعة بن صوحان وهو مزار يزوره أهل البلاد يتبركون به وينذرون إليه وجنوبيه بمسافة كبيرة على الساحل قرية " جو " ثم جنوبها قرية " دار المناديل " على الساحل الشرقي وبها قلعة وأهلها صيادو سمك  ثم جنوبها بمسافة كبيرة قرية " الجسيرة " وأهلها صيادو سمك أيضا .

معامل صنع السفن في " النعيم "

وإلى الساحل الشمالي فغربي المنامة بلدة " نعيم " كانت سابقا منفصلة والآن قد اتصلت بالمنامة وهي على الساحل الشمالي وبها معامل صنع السفن الشراعية وهي أكبر مصانع الخليج : وغربيها " الصويفية " وغربيها قرية " الجبلة " على الساحل المذكور وهي ذات بساتين غناء ومياه غزيرة وأهلها فلاحون وغربيها قرية " مني " ذات البساتين الناضرة والثمار المتنوعة والمياه الغزيرة وأهلها فلاحون : وجنوبيها قرية " البجوية " وهي ذات بساتين باسقة ومياه دافقة وأهلها فلاحون : وغربي مني " السنابس " وهي بليدة على الساحل أهلها ملاحون وغواصون وصيادو سمك وبعضهم يتاجر في اللؤلؤ : وغربيها " الديه " وبها النخيل الباسقات والأنهار الجاريات وأهلها فلاحون وملاحون : وغربيها على الساحل المذكور قرية " الفلاه " وهي ذات بساتين ناضرة ومياه جارية وأهلها فلاحون وملاحون : وجنوبيها شرقا قرية " مروزان " وهي ذات بساتين غناء وحدائق فيحاء ومياه غزيرة .وجنوبيها بلدة " جد حفص " قديما كانت عظيمة ذات عيون سياحة وبساتين غناء فياحة وبها سوق صغير وقد خرج منها علماء أجلاء .
وجنوبيها غربا " عين الدار " وهي قرية قديمة بها دور وقصور قد بدأ بها الخراب وفيها البساتين الناضرة ذات النخيل الباسقة والمياه الغزيرة الجارية وأهلها فلاحون وبناءون : وجنوبها قرية "المصلى " وهي ذات مياه جارية ونخيل باسقة وأهلها فلاحون  وبها قبر العلامة الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي ،وغربي جنوب عين الدار قرية " جبلة حبشي " وهي ذات بساتين كثيرة ومياه غزيرة وأهلها فلاحون وغربيها قرية " القدم "  وبها قبر العلامة التقي الشيخ علي بن سليمان بن درويش القدمي الذي آلت إليه الزعامة في حياته توفي سنة 1064 ، وهي ذات بساتين فياحة وعيون سياحة وأهلها فلاحون . وجنوبي القدم غربا قرية " الحجر " وبها بساتين النخيل الباسقة والمياه الغزيرة وبها عين الكرش الشهيرة وأهلها فلاحون (1) .وقد عثر فيها قسم الآثار بوزارة التربية والتعليم على بعض المقابر السلوقية " عهد تايلوس " (2) : وجنوبيها شرقا قرية " أبو قوه " وهي غربي السهلة الفوقية " السالفة الذكر " وهي ذات بساتين كثيرة ومياه غزيرة وأهلها فلاحون وحطابون : وجنوبيها شرقا قرية " القبيط " غربي مقطع توبلي " السالف الذكر " وبها بساتين النخيل الباسقة والمياه الدافقة وأهلها فلاحون : وجنوبيها قرية " سلماباد " وهي ذات بساتين غناء ومياه غزيرة وبينها وبين سابقتها آثار قديمة وأهلها فلاحون : وشمالي القدم السالفة الذكر قرية " المقشاع " وهي ذات نخيل باسقة وانهار دافقة وأهلها فلاحون : وغربيها قرية " أبو إصبع " وهي ذات بساتين ودواليب زراعية تزرع المخضرات وبها مصانع النسج للأردية الفريدة الشهيرة التي لا يحسن صنعها إلا أهل هذه القرية ، وأكثر أهلها يحترفون الفلاحة صيفا .

القبور السلوقية ..

 وجنوبيها قرية "الشاخورة " وكانت بلدة كبيرة قديمة لكثرة خرائبها كان لها ماض مجيد إذ كانت عامرة بالسكان شامخة بالبنيان كثيرة المدارس مزدحمة بالعلماء الأعلام .(3) وتتركز القبور السلوقية " تايلوس " في هذه القرية (4): وغربيها " الغريفة " وبها نخيل كثيرة إلا أنها اندثرت وعيونها انطمرت وبساتينها هلكت : وغربي قرية " الفلاه " سالفة الذكر على الساحل الشمالي قرية " كرباباد " وهي ذات بساتين ناضرة ومياه جارية وأهلها فلاحون : وغربيها قرية " قلعة عجاج " وفيها البساتين الغناء والرياض الفيحاء ذات الخوخ والرمان والمشمش والتين والأترج والموز والعنب والرطب واللوز ومختلف الثمار  كما أن القرية التي بجوارها من جهة طرفها الشرقي الجنوبي تعرف  بالمزروعية " المزيرعه " : وجنوبي القلعة قرية " حلة عبد الصالح " وهي ذات بساتين فيحاء ومياه جارية وأهلها فلاحون : وغربي القلعة قرية " الجبيلات " وهي ذات بساتين غناء ورياض فيحاء ومياه غزيرة وأهلها فلاحون : وغربيها جنوبا قرية " روزكان " وهي ذات بساتين باسقة وجداول دفقه وأهلها فلاحون : وغربيها على الساحل قرية " الرقعة " وهي ذات نخيل باسقة وأنهار صافية دافقة وأهلها فلاحون وغواصون وصيادو سمك : وغربي قرية روزكان قرية " كرانه " وأكثر بساتينها من نوع الدواليب التي تسقى بالدلاء ويزرع بها أنواع المخضرات وأهلها فلاحون وغواصون : وجنوبيها غربا قرية " كحلة العين " وهي ذات نخيل باسقة ومياه دافقة وأهلها فلاحون : وغربي شمال كرانة " نوا جرفت " وفيها البساتين الغناء والحدائق الفيحاء الممتازة : وغربيها قرية " جد الحاج " وهي على الساحل ذات بساتين وأنهار دافقة وأهلها فلاحون : وغربيها جنوبا قرية " جنوسان " وهي ذات بساتين ناضرة وعيون ماء دافقة وحرفة أهلها الفلاحة والملاحة والغوص : وغربيها قرية " باربار " وهي قديمة عظيمة ولا تخلوا من الآثار فيما حولها من التلال : وغربيها شمالا قريبة " شريبة " وغرب شريبة قرية "الدراز " وهي بلدة كبيرة ذات دور عامرة وقصور سامقة آهلة بالسكان ذات نخيل باسقة ذات ماض مجيد وبها عين السجور الشهيرة : وغربيها جنوبا بلدة " البديع " وهي بلدة كبيرة واقعة على الساحل الغربي وهي طيبة الهواء جيدة المناخ وهي سكنى الدواسر وأهلها يحترفون بتجارة اللؤلؤ والغوص وصيد السمك : وشرقيها قرية " بني جمرة " وبها القليل من النخيل وظاهر اسمها يدل على أن أهلها في قديم الزمان كانوا إحدى جمرات العرب : وشرقيها قرية " المرخ " وحرفة أهلها نسج قلوع السفن والعبي : وشرقيها شمالا قرية " مقابة " وهي ذات بساتين باسقة ومياه دافقة وأهلها فلاحون : وجنوبيها قرية " سار " وهي قرية قديمة قامت على أنقاضها القرية  الحالية وهي ذات بساتين باسقة ومياه غزيرة وأهلها فلاحون : وشرقيها آثار قديمة ممتدة إلى سلماباد ومقطع توبلي .(5)
               
القرى الزراعية ..

من خلال تتبعنا للكثير من القرى الموجودة في البحرين نجد أنها اشتهرت  بالزراعة " نظراً لخصوبة أراضيها بالإضافة إلى كثرة العيون الطبيعية والآبار وبالتالي كان من الطبيعي أن تحتاج إلى شبكة من الجداول والقنوات " المائية " لإيصال هذه المياه إلى البساتين والحقول المنتشرة بكثرة في البحرين قديما ، ولصرف المياه الزائدة عن الحاجة " لهذا نجد في البحرين منذ عهد دلمون كثيرا من القنوات المائية ".(6)
ويؤكد علماء الآثار والتنقيب أن معظم هذه القنوات ما زالت موجودة حالياً والتي ترجع إلى ما قبل العصر الإسلامي .فهناك ذكر لحرب وقعت بالقرب من قرية الدراز في القرن السابع الميلادي ، واستغل الرجال المشتركون في هذه الحرب هذه القنوات .(7) ومن هذه القنوات الأرضية تلك القناة التي ما زالت موجودة حتى الآن بالقرب من قرية " سار " هذه القناة يبلغ ارتفاعها " ارتفاع قامة رجل " ، وهناك قناة أخرى تجري جنوب قرية الدراز .(8)
ما ذكر هنا هو بعضاً من الحقائق – وليس كلها – تلك الحقائق تختزل بين ثناياها أصالة وتاريخ هذا الشعب.. فهل هناك من يشكك بعد كل هذا ..

 الهوامش :
1.   التاجر ، الشيخ محمد علي، 1994، السلسلة التاريخية - عقد اللآل في تاريخ أوال ، إصدارات مؤسسات الأيام للطباعة والصحافة والنشر، البحرين ، الباب الثالث ، الفصل الأول ، ص 27-30.
2.      العريض ، عبدالكريم علي ، المدني ، صلاح علي ، من تراث البحرين الشعبي ، الطبعة الثانية ، 1994،ص66.
3.   التاجر ، الشيخ محمد علي، 1994، السلسلة التاريخية - عقد اللآل في تاريخ أوال ، إصدارات مؤسسات الأيام للطباعة والصحافة والنشر، البحرين ، الباب الثالث ، الفصل الأول ، ص 30.
4.      العريض ، عبدالكريم علي ، المدني ، صلاح علي ، من تراث البحرين الشعبي ، الطبعة الثانية ، 1994،ص67.
5.   التاجر ، الشيخ محمد علي، 1994، السلسلة التاريخية - عقد اللآل في تاريخ أوال ، إصدارات مؤسسات الأيام للطباعة والصحافة والنشر، البحرين ، الباب الثالث ، الفصل الأول ، ص 30-41.
6.      العريض ، عبدالكريم علي ، المدني ، صلاح علي ، من تراث البحرين الشعبي ، الطبعة الثانية ، 1994،ص76.
7.      آثار البحرين ، من منشورات قسم الآثار ، وزارة التربية والتعليم ، ص 11.
8.      العريض ، عبدالكريم علي ، المدني ، صلاح علي ، من تراث البحرين الشعبي ، الطبعة الثانية ، 1994،ص76.