الاثنين، 15 نوفمبر 2010

" الأضحية " ودلالاتها المتشعبة ..


تمثل الأضحية الجانب المادي المعنوي ذات الدلالات الرمزية المكثفة لدى أهالي البحرين أكثر من كونها مجرد " نبتة أو زرعة " ، حيث شعيرة الحج وهمسات الحجيج الذين يؤدون مناسكهم هناك، لذا كان الناس يطلقون عليها " حجية " أو " أضحية " ضحية .

وهناك عرف كان سارياً بالقرية .. بيع الطفل على السيده(1) بمعنى أن تنذر المرأة التي لا تنجب الأطفال، إذا الله بلغها وأنجبت طفلاً، بأن تقوم سيده بعمل الأضحية له . وقد تصل المدة الزمنية إلى أن يكبر هذا الطفل ويتزوج وينجب ، وهناك حالة لمستها بنفسي لرجل لديه أولاد ما زالت السيده تقوم بعمل الأضحية له.

وبالرجوع مرة أخرى إلى الأضحية والتي تحرص السيده على عملها وبيعها لأبناء وبنات الحي أو القرية والأضحية " عبارة عن نبته سواء من بذور " الماش" أو "الشعير " بإستخدام – روث الحمير ومؤخرا تم استخدام " نشارة الخشب " التي توضع في الكُفة " المصنوعة من السعف "، فتسقى هذه النبتة كل يوم ثلاث مرات تقريباً إلى أن يأتي يوم العيد.

و هناك طقس يمارس من قبل الأهالي في هذا اليوم " يوم العيد " حيث تقوم صاحبة البيت بـوضع خبز الخمير على الأضحية ثم يسكب الماء لترويها وهي تردد :

حجيتي حجية .. وديتش للبحرية .. عطيتش سمج صافية

غذيتش وعشيتش .. في يوم العيد لا تدعي عليّ.

اشربي من ماء زمزم

اشربي من نقطة الدم

اشربي يا هاشمية

وفي هذه الحالة تمثل الأضحية رمزاً لشعيرة الحج كأضحية تضاهي الأضحية التي يخرجها الحجاج هناك، ورمزاً لفرح الأطفال.

وبالتالي كان هناك أهازيج الوداع لتلك الأضحية، فعندما تتجه المرأة لرمي الأضحية كانت تبكي وتدمع عينيها حزناً عليها وهي تردد :

أوداعت الله يا حجيتي

حلليني وبري "دمتي"

ربيتش ،وتعبت عليش وتروحين من يدي

قديماً - هذه الأضحية أو " الحجية " لم يقتصر عملها للأطفال فقط ، إنما هناك عرف قائم في قريتي " كرزكان " تحديداً بأن تعمل لكل أفراد العائلة كبيرهم وصغيرهم حتى الحجاج الغائبين كذلك.

وعندما يكتب الله لأحد الناس أداء شعيرة الحج ، تعمل له " أضحية " أو يقوم أحد أقربائه أو الراغبين بالحج – والذي لم يكتب الله له الحج بعد - بعمل أضحية لهذا الحاج ويقوم بالاعتناء بها أثناء غيابه، وفي يوم العيد يخرج ليرميها في البحر فداء لهذا الحاج، وهناك اعتقاد لدى الناس بأن هذا الشخص الذي عمل الأضحية وأخرجها عن الحاج سوف يكتب له رب العباد الحج في السنة اللاحقة.

وهنا تشكل الأضحية دلالة رمزية مكثفة حيث الفداء.. الخير.. التفاؤل.. العطاء والعطية .

(1) المرأة التي يتصل نسبها بالرسول (ص)، من جهة الأب.



- مقتطفات من كتاب المرأة في قريتي " قيد النشر " - أمينة الفردان ..

هناك 4 تعليقات:

  1. :) كل عام وانت بخير اخية

    الله يعودنا وياكم

    فعلا تعتبر الاضحية من التراث اللي للحين مازالت الناس تتعايش معاه

    ردحذف
  2. كل عام وانتي بصحة وسلامه

    والله يعيد لنا ايام زمان

    تقبلي تحياتي

    ردحذف
  3. خديجه العجيمي15 نوفمبر 2010 في 7:40 ص

    كل عام وانتي بخير امينة
    عيدكم مبارك
    والله يعودنا واياكم لحج بيته الحرام
    قديما كنا نزرع ونربي الاضحية بايدينا ونحن اطفال
    اما الان فقليلون من يعملون ذلك بانفسهم
    فشراء الاضحية قريب العيد صار امر فوريا واسرع عملا
    كل التوفيق امينة

    ردحذف
  4. أول مره أسمع عن الندر .. و أول مره اسمع عن اليي يروح الحج يسون اليه اضحيه

    تسلميييي بت الفردآن

    الااي يقولون اسمي

    اشربي يا ( هاشمية )

    ردحذف

التعليقات لا تمثل بالضرورة رأي صاحبة المدونة .