الخميس، 7 أكتوبر 2010

من عادات وتقاليد الزواج في البحرين - التقميع ..


عملية التقميع تكون بحرق وقمع ثمر جوز الهند, حيث يوضع السائل المحروق وهو الخضاب الأسود على أظافر الرجلين واليدين للعروس. (الحربان، 2000 : 208)
وفي المناطق البحرينية تكون هناك مراسم تقام عندما يعمل الخضاب للعروس حيث تحضر المقربات من النساء لمشاهدة العروس وهي تقمع أو تُخضَّب وفي بعض الأحيان تقوم الملاية بقراءة المولد على العروس للتبرك، والعروس تلبس فستاناً أو جلابية خضراء اللون في الغالب وفي بعض الأحيان يتم تسريح شعرها ويتم تزيينه باستخدام المشموم الأخضر.    

أو أن تندر الأم إذا بلّغها الله في ابنتها وتزوجت بأن تقوم بتقميعها في أحد مزارات الأولياء، وقبل ذلك اليوم تتفق الأم مع "المُلاية"(1) , وتقوم الأم بدعوة جاراتها  ومعارفها, والأهل. وتعمل كذلك على تجهيز لوازم المولد النبوي (ص), وأحياناً إذا كان نذرها يتضمن وجبة غذاء, تساعدها بعض النساء. وفي اليوم المحدد تتجمع النساء والفتيات أمام بيت صاحبة النذر لركوب الباص (حافلة), وذلك للتوجه إلى المسجد الذي تم حجزه مسبقاً. وبعد الوصول, تصلي النساء, ويعقب ذلك تناول الغذاء. يتم أخذ قسط من الراحة وتبادل "السوالف" (الأحاديث), وبعد ذلك تبدأ "الملاية" بقراءة المولد وترديد الصلوات على النبي (ص), وتردد خلفها بقية النساء والفتيات, حيث يشكلن حلقة حول العروس, التي تلبس الملابس الخضراء والمشمر المطرز بالخيوط الذهبية, وتكون في وضعية الجلوس وتقوم "الخضّابة" في هذه الأثناء بوضع الحناء على أظافر يد العروس, وتستمر الملاية بالغناء ثم تتجه جميع النساء للمقام الشريف للتبرك والدعاء والصلاة ركعتين قربة لله تعالى ثم تقوم بربط الخيوط الخضراء على الشباك التي تحيط بقبر الولي.  

وتشير إحدى الإخباريات وتدعى بلقيس الموسوي وهي متزوجة منذ 15 سنة تقريباً من منطقة رأس الرمان إلى أنها قبل يومين من زواجها تمت دعوة المرأة الحناية (المحنّية) لتقوم بوضع الخضاب لها فقامت الحناية بوضع الحناء المشكل عن طريق العجين على يديها ورجليها (حيث يتم تشكيل العجين لعمل تشكيلات على اليدين والرجلين ثم يصب الحناء عليها لاحقاً لتخرج بتشكيلات ونقوش جميلة جداً  وفي اليوم الثاني تمت دعوة الجيران والأهل وقامت المرأة الحناية بوضع الخضاب على الحناء الذي تم وضعه سابقاً، كل ذلك وسط أهازيج النساء حيث قامت الملاية بقراءة المولد عليها وقد كانت هناك حناية تقوم بوضع الحناء للقريبات ممن يرغبن بعمل نقوش الحناء لهن. وهنا يرمز اللون الأسود للفرح والسرور.



(1) المُلاية: مصطلح بحريني يطلق على المرأة التي تقوم بقراءة المولد أو الرثاء الحسيني.

مقتطفات من كتاب رمزية الألوان عند المرأة الشيعية في البحرين ،أمينة الفردان ،  دار نينوى ، سوريا ، 2009 .

هناك 7 تعليقات:

  1. نعم يوم كنا صغار كنا نرى هذا ولكن اول مرة اعلم بأن التقميع تكون بحرق وقمع ثمر جوز الهند ، شكرا لك ويعطيك العافية اخت امينة

    ردحذف
  2. جميل ..

    بس ما ادري ليش تصنفين الناس الا يصرحون الى اخبارية و اصوليه ؟ او ربما تقصدين بالاخبارية شيء ثاني ؟

    موفقة اختي امينة

    ردحذف
  3. الاخباري - يا اخي يحيى يعني " الشخص الذي يخبرني بأمر ما " ..
    هذا المصطلح يستخدم لدى الباحثيين في هذا المجال ..
    تحياتي ..

    ردحذف
  4. السلام عليكم اختي

    اتشرف بزيارتك هنا في عالمك فليكن مميزا دائما كأول لقاء لي به

    اتذكر امي عندما تحكي عن العادات التي تذكرها لنا في سمرة او اجتماع تناقشي

    بالنسبة للخضاب .. تستطيعين القول بأن الخضاب قد تطور من القديم الى الآن فما زال موجود ولكن بشكل متطور ، ربما بعض العادات انقرضت مثل خضاب الرجال ايام عرسهم !! وغيرها ..

    وبما ان الخضاب من مظاهر السعادة .. دعواتي ان لا تفارق السعادة قلوبكم

    اختكِ : شيرين شبيب ( حُبي السَرمدي )

    ردحذف
  5. أختي الفاضلة أمينة صحيح وهذه العادة لازالت سائدة حتى الآن ففي زواجي كان هناك يوم مخصص للخضاب ترتدي فيه العروس اللباس الأخضر ويتم قراءة بعض الأهازيج المتعلقة بأهل البيت عليهم السلام وهذا طبعاً للتبرك بهم ونستنتج أحياناً من القراءة التاريخية أن هذه العادات أكتسبت من الإحتفالات قديماً في العصر مابعد الخلافة الأولى للدولة الإسلامية فكان هناك قديماً يقرأ الشعراء في مناسبات الفرح قصائد وأشعار تعني بالإسلام وهذه العادة موجودة أيضاً لدى المسيح ففي الزواج تقرأ التراتيل والوصايا ، أما التقميع فلا خبرة لي إلا ما أوردته في مقدمة التعليق شكراً لك ونحن نشجع مثل هذه البحوث التي تعرف الأجيال القادمة بالعادات قديماً ليصلوا إلى الأفضل في القراءة التاريخية

    ردحذف
  6. مقال راااااااائع
    عندما كنا صغار كنا نسمع عن التقميع ولم اعلم ما هو
    حتى وقتنا الحالي عندما نسمع بحفل تقميع للعروس
    كنا نرى تجمع للنساء والبنات من اهل واصدقاء العروس في مسجد ووضع الحنة على روؤس الاصابع لليدين
    حتى وضحتي لي اختي امينة في مقالك هذا الاصل الصحيح للمسمى التقميع

    ردحذف
  7. السلام عليكم
    كانت عادات موجوده واصبحت الان ذكريات وان وجدت فهي في نطاق ضيق, بتنا نسمعها من الجدات واولادنا يتهيئ لي لن يرونها لان الكثير من العادات الجميله اندثرت مع طغيان المدنيه على الحياة القرويه, هل ياترى تكون هناك ثورة لأستعادة هذه العادات الجميله

    ردحذف

التعليقات لا تمثل بالضرورة رأي صاحبة المدونة .